بدء العام الدراسي في مراكز إيواء قطاع غزة رمزيا
رام الله-رايــة:
قرعت أجراس مدارس الإيواء التابعة لوكالة 'الأونروا' في قطاع غزة صباح اليوم الأحد، معلنة بدء العام الدراسي الجديد رمزياً، تعبيراً عن إصرار الطلاب على الاستمرار في التعليم وعدم الحرمان من حقهم فيه.
واصطف الطلاب المقيمين في هذه المراكز في طوابير الصباح كعادتهم في كل يوم دارسي من كل عام. لكن هذا اليوم تم تأجيل العام الدراسي في قطاع غزة بسبب استمرار العدوان الإسرائيلي على القطاع حتى انتهاء هذا العدوان وتوفير المناخ المناسب لاستئناف الدارسة.
ففي مدرسة ذكور مصطفى حافظ 'ا' في خان يونس جنوب قطاع غزة، استهلت هذه الفعالية الرمزية بدعوة من الأستاذ أمين أبو رزق، الذي دعا الطلاب إلى الاصطفاف في طوابير الصباح، واستهلت الفعالية بتلاوة آيات من القران الكريم من احد طلاب المأوى، والوقوف دقيقة حداد وقراءة الفاتحة على أرواح الشهداء، ومن بينهم الطلاب، والسلام الوطني الفلسطيني. كل ذلك في ظل العلم الفلسطيني الذي رفرف محمولاً من طلاب المأوى.
وقاد مدرس الرياضة في المدرسة محمد حمودة الطابور، ونفذ العديد من التمارين الرياضية الصباحية مع الطلاب في المأوى والعديد من أنشطة التنشيط البدني.
وقال مدير مركز إيواء مدرسة مصطفى حافظ تيسير الدواهيدي في كلمته: ان اليوم كان من المفترض ان تشرق فيه شمس الأمن والأمان وروح الحياة والطمأنينة في عقول طلابنا وقلوبهم وهم يصطفون لاستقبال عام دراسي جديد وعيونهم تبرق لرؤية معلميهم وزملائهم شوقا ومحبة بعد قضاء إجازة كان من المفترض ان يقضوها في الترفيه واللعب والرحلات والسمر في بيوت آمنة مع أحبتهم وذويهم.
وأضاف أن آلة الحرب البغيضة استهدفت طفولتهم وسرقة ابتسامتهم، فقتل من قتل وجرح من جرح وشرد من شرد حتى أصبحت مدارسهم وفصولهم الدراسية ملجئ أوى إليها النازحون مضطرين طلباً للأمن والأمان تحت وطأة القتل والموت والدمار.
وبين أن هذه المقاعد الدراسية التي وضعت في ساحات المدراس لتتسع الفصول إلى اكبر عدد من النازحين، كانت معدة ليجلس عليها طلابنا فرحين بزيهم المدرسي الجديد يهيئون عقولهم لمستقبل مشرق حالت دونه الحرب اللعينة التي استهدفت الناس في حياتهم وبيوتهم وعقولهم وامنهم وطعامهم وشرابهم، لكن طلابنا يصطفون اليوم رغم الآلام وعمق الجراح ويقرأون الفاتحة على أرواح شهدائهم ويحملون علم فلسطين وهم يتلون تحيته 'بلادي بلادي يا ارضي يا ارض الجدود'.
وأكد التزام 'الأونروا' بان التعليم سيبقى على راس أولوياتها وان تستمر في تقديم التعليم ذو الجودة و'نعدكم ان نقوم بذلك بالشكل المناسب عندما تتوفر الظروف المناسبة وبهذه المناسبة نتوجه للعالم لمساعدتنا لعودة الهدوء بأسرع وقت ممكن من اجل العودة للحياة الطبيعية بما فيه العودة لمدراسنا وممارسة طلابنا لحقهم الأساسي في التعليم'.
وفي كلمة مدير عام التعليم في 'الاونروا' كارولاين بونتفراكت التي ألقاها بالإنابة عنها منصور أبو ناموس ممثل تعليم 'الاونروا' في المدرسة: قالت بونتفراكت: اليوم هو يوم مهم لكل أطفال غزة، وان قرع جرس المدرسة يذكرنا بان السنة الدراسية كان من المفترض ان تبدأ في هذا اليوم. ويذكر جميع الأطفال في غزة وخارجها ان هذا العدوان يؤثر على هؤلاء الذين لا يستحقونه، وهم أطفالنا وهذا العدوان الذي يحرمهم من الحق الإنساني الأساسي في التعليم.
وأضافت أنه حتى في احلك الظروف هناك مكان دائم للتعليم، لان التعليم مهم جداً لطلابنا، لأنه يوفر فرص ادراك لطاقاتهم الكامنة وتوفير فرص اللعب والعمل مع زملائهم وفرص تعلم واكتساب مهارات جديدة سواء كانت مهارات أكاديمية او اجتماعية وفوق كل ذلك فرصاً لتقوية حس الأطفال بالهوية والهدف.
وأكدت ان قرع جرس المدرسة في غزة، هو تعبير عن إصرارانا بان أطفالنا لن يحرموا من كل ما يمكن ان يحققه التعليم على الرغم من أن مدارسنا لا يمكن ان تفتح بالطريقة التي اعتدنا عليها في السابق، فان 'الاونروا' متعهدة بضمان تحقيق الاحتياجات التعليمية والنفسية والاجتماعية اللازمة لطلابنا في قطاع غزة.
وبينت انه لتحقيق ذلك نحن نعمل جنباً إلى جنب مع وزارة التربية والتعليم، ضمن خطة من ثلاث مراحل حيث تركز المرحلة الأولى على دعم الحاجات النفسية الاجتماعية لكل الأطفال مع تنفيذ نشاطات ترفيهية إضافية.
أما المرحلة الثانية، فهي اقرب إلى النظام المدرسي المعتاد، وهي مرحلة انتقالية وتكون في احتياجات التعليم الأساسية للأطفال محور التركيز، حيث سيتم ممارسة نشاطات تعليمية داخل مراكز الإيواء.
وقالت: ان هذه النشاطات التعليمية والمحفزة والمنشطة، سوف تركز على المفاهيم والمهارات الأساسية في صميم موحد للمنهج، حيث سيعمل الأطفال معاً في ظل دعم مدرسيهم ومختصين آخرين.
وأكدت على انه 'حتى عندما نعود إلى المدراس في شكل طبيعي المعتاد في ظل المرحلة الثالثة، سوف لن ننسى ما مر به أطفالنا ومدرسينا، وسوف نتأكد بأن أطفالنا سيحظون بجودة التعليم،إضافة إلى الدعم النفسي الاجتماعي لكل من المدرسين والأطفال'.
وفي كلمة أولياء الأمور، قال محمد أبو فياض: ان أطفالنا اليوم حرموا من الاصطفاف في طوابير مدارسهم بفعل آلة الإجرام الإسرائيلية التي تصر على تدمير جميع مقومات شعبنا، وقدرات البناء لديه. هذه الالة حصدت نسبة عالية جداً من هؤلاء الطلاب وأوقعتهم جرحى وشهداء في مسعى إسرائيلي وإصرار على قتل المستقبل المشرق لشعينا.
وأضاف، انه مهما تعاظم الإجرام والقتل الإسرائيلي، فلن يستطع أطول احتلال في العصر الحديث، ان يقضي على شعبنا ولن يتمكن من طمس وجودنا ولن ينجح في سلخ شعبنا عن انتمائه الوطني وبعده العربي وقواعده الإسلامية. وأكد أن شعبنا سيستمر في البناء والعطاء ولن تثنيه أي ممارسات عن استعادة حقوقه الوطنية المشروعة، وتمنى ان تنتهي هذه الحرب اللعينة ويتمكن أطفالنا من العودة إلى مقاعدهم الدراسية في اسرع وقت.