بنعطية ودي ماريا، وأبرز الصفقات "المريرة" في آخر 20 سنة

2014-09-11 22:14:00

رام الله - رايــة:

فجر انتقال المدافع الدولي المغربي مهدي بنعطية من روما إلى صفوف بايرن ميونخ خلال الميركاتو الصيفي الذي لم يمضي على إغلاق أبوابه سوى أيام قلائل مرارة في نفس عشاق ومسؤولي نادي العاصمة الإيطالية، وفي ظل منظومة الاحتراف والتي جعلت من يدفع أكثر يظفر بالأفضل، فضلًا عن سعي اللاعبين لتأمين مستقبلهم وتعزيز حياتهم المهنية وتحقيق أهدافهم في اللعبة والبحث عن تحدٍ جديد ..الخ من مبررات يسوقنها، كل ذلك يضع نهاية غير سعيدة لعلاقة شراكة ناجحة في عالم الساحر المستديرة وغالبًا ما يكون اضطرار الأندية للتخلي عن أثمن لاعبيها مشهد يحمل الكثير من الاتهامات المتبادلة، فالجماهير لا تقتنع بالتبريرات وتصف تصرف اللاعب بالخيانة خصوصاً لو كانت الوجهة صوب الغريم الأزلي لناديهم

فرغم أن قرار رحيل بنعطية إلى الفريق البافاري لم يكن مفاجئًا فهو كان هدفًا من قبل العديد من الأندية الأوروبية منذ انتقالات الشتاء الماضي إلا أن الطريقة التي رحل بها خلفت مرارة في حلوق رواد الاستاد الأولمبي، فاللاعب ادعى في عشرات التصريحات الصحفية أنه يريد البقاء في النادي ولكنه في النهاية أخلف بوعده بدعوى أن أنه ظهر له وأن روما يريد بيعه وهو ما لم يعجبه، ليخرج رئيس روما  جيمس بالوتا للتأكيد بأنه بالفعل من قرر التخلص من اللاعب مبررًا ذلك بقوله "لقد أخبرت المدير الرياضي والتر ساباتيني أن بنعطية بات نبتاً ساماً وأنني أريد أن يرحل، ووافقني رودي ووالتر".

سول كامبل (آرسنال – توتنهام)

كان اللاعب واحد من أفضل المدافعين وكان على رادار عشرات الأندية داخل وخارج إنجلترا فسعى خلفه كل من برشلونة وتشيلسي، وبعد سنوات من الدفاع عن ألوان قميص توتنهام قرر لانتقال إلى العدو اللدود آرسنال في صفقة انتقال حر بعدما رفض تمديد تعاقده بدعوى أنه يرغب في التركيز في الميدان حتى نهاية الموسم.

وقدم له توتنهام أعلى عرض في تاريخه للاعب لكنه فاجأ الجميع بوضع كل ذلك خلف ظهره، واختار متابعة مشواره في صفوف العدو اللدود، ليخسر الشعبية الكبيرة التي حظيا بها لسنوات بين جماهير الهوتسبير" التى انقلبت عليها واستبدلت الهتاف له بتوجيه صافرات الاستهجان والسباب خلال مباريات الفريقين طوال السنوات التالية لغدره بفريقهم من وجهة نظرهم، فلقبوه بـ "الخائن" و"المنحط" وحرقوا له دمى حتى بعدما غادر قلعة الجانرز ولعب لبورتسموث.

وكان التقني الفرنسي آرسين فينجر قبل أو مواجهة جمعته فريقه بتوتنهام بحضور كامبل علق " هذه ثقافة كرة القدم الإنجليزية، وليس سول وحده فلقد كانت هناك حالات أخرى، فالحارس بات جنينقز لعب لآرسنال وتوتنهام وربما جنينقز في ذكريات توتنهام أكثر من آرسنال".

أنطونيو كاسانو (ميلان – إنتر)

اشتهر كاسانو بسلوكه الغير منضبط وتصرفاته المثيرة للجدل التي جذبت الانتباه الإعلامي أكثر من مهاراته كلاعب كرة قدم، ورغم أن اللاعب انتقل لصفوف الإنتر في صفقة تبادلية بين قطبي مدينة ميلانو الإيطالية، إلا أن رحيله خلف مرارة لدى أنصار الروسونيري نظرًا لأن كاسانو هو من طلب وضعه على لائحة الانتقالات لأن فريقه لم يكن طموحًا بما فيه الكفاية لتعزيز صفوفه استعدادا للموسم الجديد.

جماهير الميلان استغلت أول ديربي لترفع لافتات تترجم غضبها الشديد على اللاعب سخروا فيها من مرضه، فكتبو"ا كاسانو "أيها الخائن، أعد لنا جهاز تنظيم دقات القلب"، وفي لافتة أخري "كاسانو قلب جاحد، كاسانو رجل من القذارة".

وشكل رحيله عن الميلان مفاجأة بعد أن تكفل النادي بعلاجه من الأزمة الصحية الخطيرة التي تعرض لها واستلزمت خضوعه لعملية جراحية، فضلًا عن دور النادي في إنعاش مسيرته ليصبح لاعبًا أساسيًا في تشكيلة منتخب إيطاليا، وتزامن نجاح ميلان في الحصول على خدمات كاسانو بتتويجه ببطولة الكالتشيو بعد غيابه عن منصة التتويج لخمس مواسم بالإضافة للتويج بكأس السوبر الإيطالي، فيما قضى مع الإنتر موسم واحد كان كارثي انتهى الفريق في سلم جدول ترتيب "السيري آ" في المركز التاسع.

آشلي كول (آرسنال – تشيلسي)

حقق آشلي مع الآرسنال الدوري الإنجليزي وكأس إنجلترا واعتبر أفضل ظهير إنجليزي، شارك في 228 مباراة مع الفريق سجل خلالها 9 أهداف.

في عام 2005 تواصل كول تشيلسي غريم آرسنال في العاصمة البريطانية لندن من خلف ظهر إدارة ناديه فتم تغريمه 100 ألف جنيه إسترليني بعد اجتماع سري في أحد الفندق مع المدير الفني البرتغالي لفريق تشيلسي جوزيه مورينيو والرئيس التنفيذي بيتر كينون ووكيل أعماله جوناثان بارينت، ومدد كول عقده مع آرسنال بعد هذه الحادثة لمدة موسم واحد ومع انتهاء السنة انتقل إلى ستامفورد بريدج بدعوى أن كان "يرتجف من الغضب" بعد العرض الذي تقدم به المدفعجية بالحصول على 70 ألف إسترليني في الأسبوع.

في 2006 تم إسدال الستار فانتقل كول إلى تشيلسي مقابل 5 ملايين جنيه إسترليني وانتقال المدافع الفرنسي ويليام جالاس لآرسنال، جمهور نادي آرسنال لم يغفر له اختياره الانتقال للعدو واعتبروا أنه أطماعه المادية هي السبب في ذلك، وفي أول مباراة تجمع بين فريقي عاصمة الضباب لوح جمهور فريق آرسنال بمال مزيف أمام صورة لكول ولقبوه " كاشلي، Cashley".

جدير بالإشارة أن انتقال المدافع الفرنسي للجانرز لم يكن بالقصة السعيدة، فقط أصدر تشيلسي بيان رسمي اتهم فيه جالاس بأنه هدد بالتسجيل في مرماه إن لم يسمح له النادي بالخروج، وكان سبق ذلك رفضه للمشاركة في مباراة نصف نهائي كأس إنجلترا العام السابقة.

آنخيل دي ماريا (ريال مدريد – مانشستر يونايتد)

خروج الأرجنتيني كان صدمة كبيرة لعشاق الملكي المدريدي بعد موسم كان فيه من العلامات الفارقة للنادي فلا أحد ينكر دوره في تتويج الريال بلقب دوري أبطال أوروبا وتحقيق حلم العاشرة، لكم اللاعب في النهاية بعد رفض تلبية مطالبة المادية اتخذ قراره بالرحيل واختار لوجهته نادي مانشستر يونايتد الذي دفع للفوز بخدماته 75 مليون استرليني.

عقب إتمام انتقاله للشياطين الحمر عبر اللاعب عن سعادته بالتجربة الجديدة، إلا أنه في نفس الوقت حرص في الوقت نفسه على تبرئة نفسه أمام جماهير فريق العاصمة الإسبانية فنشر رسالة يوضح فيها الحقائق من خلال صحيفة "ماركا" أكد فيها على أن هناك من لا يرغب به داخل النادي (للاطلاع على رسالة اللاعب لجماهير الريال اضغط هنا).

في المقابل اكتفى الريال في بيان مقتضب عبر موقع الرسمي للإعلان عن رحيل اللاعب، بينما شن رئيس النادي فلورنتينو بيريز هجوم ضاري على اللاعب بدعوى أنه كان يُطالب بمساواته بنجم الهجوم البرتغالي كريستيانو رونالدو.

من جانبه اتهم والد اللاعب إدارة ريال مدريد بأنها لم تقدر ابنه حق قدره أبدا ولهذا قرر نجله الرحيل، بعدها كشف اللاعب عن تلقيه لطلب من إدارة ريال مدريد بعدم لعب المباراة النهائية لكأس العالم 2014 أمام ألمانيا والتي أقيمت على ملعب ماراكانا قبل شهرين، مشيرًا إلى رفضه لهذا الطلب جملة وتفصيلاً وقام بتمزيق الرسالة (لمزيد من التفاصيل حول الرسالة اضغط هنا).

لويس فيجو (برشلونة – ريال مدريد)

يُعد الجناح البرتغالي من اللاعبين القلائل الذين لعبوا للغريمين الإسبانيين برشلونة وريال مدريد، فسجّل في مرمى الريال بقميص البرسا في ذهاب الليجا، ثم عاد ليهز شباك برشلونة في إياب الموسم ذاته مدافعًا عن قميص الملكي.

فيجو بعدما أنهى خامس مواسمه مع البلوجرانا محققًا أفضل معدل له تهديفي فلعب رفقة الفريق 57 مباراة في كل البطولات سجل 20 هدفًا فحصل على جائزة أفضل لاعب في كرة القدم البرتغالية لخامس مرة متتالية، وعلى عكس كل التوقعات أدار اللاعب ظهره لكل ذلك ووضع توقيعه على عقد انتقل بموجبه للغريم ريال مدريد في صفقة انتقال كسرت جميع الأرقام القياسية، وهي صفقة كان لها دورها في فوز فلورنتينو بيريز برئاسة الملكي بعدما أعلن عن الصفقة المدوية قبل موعد الانتخابات بأسبوع واحد فقط.

وتم استقبال البرتغالي أول كلاسيكو له بقميص الريال له على الكامب نو مع الريال لافتات تهاجمه كتب عليها "خائن"، "المرتزقة"، "حثالة" و "يهوذا" من بين أمور أخرى، من بينها ألقت عليه الجماهير الغاضبة رأس خنزير وزجاجات وولاعات، وفي كثير من اللقاءات الصحفية يعترف فيجو بأنه يعلم أنه لا يزال شخص غير مرغوب فيه في المدينة الكاتالونية.

زلاتان إبراهيموفيتش (برشلونة – ميلان)

المهاجم السويدي لم يكن من اللاعبين المحظوظين في برشلونة الذي انتقل له في صفقة وصفت وقتها بأنها ثاني أغلى صفقة في تاريخ كرة القدم بعد كريستيانو رونالدو، وأعرب اللاعب وقتها عن امتنانه لتحقق حلمه باللعب للنادي الذي يعشق.

شهر العسل لم يدم طويلًا بعدما دخل اللاعب في صدمات مع المدير الفني للبرسا وقتها بيب جوارديولا حيث فشل في الفوز بثقته وفضل عليه الأرجنتيني ليونيل ميسي، في النهاية انقطع الكلام بين اللاعب ومدربه وزاد التوتر في غرفه الملابس ومع نهاية الموسم رحل إبرا عن برشلونة إلى الميلان.

ولم يسلم بيب من لسان إبرا الحاد فلم يفوت فرصة إلا وهاجمه وخصه بالكثير من الألقاب الساخر في المقابلات الإعلامية وفي كتابه، وكان أبرز ما قاله خلال تحدثه مؤتمر صحافي في ستوكهولم على هامش مباراة لمنتخب بلاده في تصفيات يورو 2012 "برأيي المدرب الكبير قادر على حل مشاكله أما المدرب الصغير فيهرب منها، وشخص وحيد في برشلونة أراد التخلص مني فلم أعان أية مشكلة مع المدربين الذي أشرفوا علي قبله وفجأة واجهت آلاف المشاكل ولم أتمكن من التواصل مع الفيلسوف لا أعلم ما كانت مشكلته معي".

خافي مارتينيز (أتليتيك بلباو - بايرن ميونيخ)

بعدما حقق لقبي كأس العالم وبطولة أمم أوروبا مع المنتخب الإسباني عجز عن التواجد ودعم الفريق الذي خسر في كأس ملك إسبانيا ونهائي الدوري الأوروبي عام 2012.

العرض المغري من قبل بايرن ميونخ الذي سعى خلفه وتنافس على مارتينيز مع برشلونة وأندية أخرى سهلت من مهمة انتقال وسط الميدان الباسكي إلى البوندسليجا بعدما سدد الشرط الجزائي في عقده والمقدر بـ 40 مليون يورو ليصبح أغلى لاعب في تاريخ الدوري الألماني بانتقاله إلى بايرن الذي قال إنه كان يشجعه منذ الصغر، مديرًا ظهره لجماهير بلباو ولمدربه مارسيلو بييلسا بعد تصريحات له عبر قناة "أنتينا 3 تي في" الإسبانية نفى تفكيره الرحيل عن النادي "أشعر براحة كبيرة في أتلتيك وحتى 2016 موعد نهاية تعاقدي أرى نفسي في الحقيقة مستمرًا مع الفريق". 

ولعلمه بأن علاقته بمسئولي فريقه السابق أثلتيك بلباو انهارت ولا يمكنه المواجهة معهم بشكل مباشر حاول الدخول خلسة إلى ملعب ليزاما التدريبي بمقر النادي في بلباو بإقليم الباسك لاستعادة بعض المتعلقات التي تركها قبل السفر إلى ألمانيا للتوقيع للبافاري في الساعة الثانية فجرًا دون أن يراه أحد بخلاف الحرس وفقًا لما كشفته صحيفة "الماركا".

وأقام بلباو دعوى قضائية ضد بايرن بدعوى أن التعاقد تم دون موافقتهم إلا أن مسؤولي النادي الألماني واثقون في سلامة موقفهم القانوني بعد أن أودعوا قيمة الشرط الجزائي في تعاقد مارتينيز مع بلباو لدى رابطة فرق الدوري الإسباني.

رونالدينيو (فلامنجو - أتليتيكو مينيرو)

بعدما صال وجال في الميادين الأوروبية قرر رونالدينيو العودة مطلع عام 2011 إلى اللعب في البرازيل من بوابة نادي فلامنجو على أمل أن يجد له مكانًا في منتخب البرازيل مجددًا، وكانت البداية مبشرة لكن مع الموسم الثاني تبدلت الأمور، فحضر اللاعب إلى مران فريقه فلامنغو وهو مخمور تهرب من المران بدعوى معاناته لألم في العضلة، ليقرر المدير الفني للفريق جويل سانتانا تدرب اللاعب المخضرم بشكل منفرد بعدما أوشك صبره على النفاذ من رونالدينيو الذي فقد بريق النجم الذي أبهر العامل وهو لاعبًا في صفوف برشلونة وميلان.

وزادت حدة الأمور بعدما جر النادي إلى المحاكم لعدم دفع رواتب بلغت 20 مليون دولار والتي كانت تؤمن شركة التسويق "ترافيك" 75% من قيمة راتب رونالدينيو لكنها توقفت عن الدفع لأربعة أشهر، ليختار اللاعب والنادي فسخ العقد بالتراضي لينتقل بعدها لمتابعة مشواره في صفوف أتلتيكو مينيرو البرازيلي المتواضع.

وكما هو المتوقع تلقى رونالدينيو استقبالاً عدائياً من قرابة 30 ألف من أنصار فلامنجو عند عودته لأول مرة إلى ملعب فريقه القديم في الدوري البرازيلي فأطلقوا عبارات مهينة بحقه وصفارات استهجان في كل مرة لمس فيها الكرة، وإن كان انقلاب الجماهير سبق خروجه من ناديهم قبل أن يُنهي رحلة امتدت إلى 17 شهراً مع فلامنجو حيث شهدت الشهور الأخيرة له في النادي الكثير من الاضطراب بسبب تراجع مستواه بسبب أسلوب حياته الصاخب والسهر واللهو فلم تخفي الجماهير سخطها على اللاعب في المدرجات خلال مباريات الفريق.

كارلوس تيفيز (كورينثيانز – ويست هام)

مسيرته كانت مليئة بالأحداث والمشاكل التي تصدرت عناوين كبريات الصحف العالمية، حقق تيفيز كل الألقاب رفقة بوكا جونيورز الفريق الذي تدرج في قطاعته وصولًا للفريق الأول فتوج معه بلقب لدوري الأرجنتيني وبطل كوبا ليبرتادوريس وكأس العالم للأندية، ولكنه صدم الجميع عندما قرر الانتقال إلى البرازيل ليلعب لنادي نادي كورينثيانز خلال ميركاتو شتاء 2004 وتم تقديمه في مؤتمر صحفي كبير بمقر النادي في ساو باولو والكشفة عن الصفقة التي قُدِّرَت بـ 13.7 مليون جنيهًا استرلينيًا فاعتبرت بأنها الأكبر في تاريخ كرة القدم اللاتينية ووقع على عقد ممتد لـ 5 أعوام.

لكن ومع نهاية الموسم الأول انتهت حالة الوفاق وتمرد اللاعب على الفريق بدعوى تعرضه للاضطهاد من قبل مدرب الفريق أنطونيو لوبيز هو وزميله خافيير ماسكيرانو، ليقرر كلاهما الرحيل وتغيرت الوجهة نحو القارة العجوز فحطوا رحالهم في ويست هام الإنجليزي.

وبعدما لمع نجمه تدخلت الشركة الملكة لحقوقه التسويقية لتنقله إلى صفوف مانشستر يونايتد على سبيل الإعارة لموسمين، لكن جلوسه على دكة البدلاء جعلته يرفض استمرار التجربة مع الشياطين الحمر ولكن الأباتشي كان يرغب بالبقاء في مدينة مانشستر فارتحل إلى السيتي هذه المرة ليُصبح أول لاعب ينتقل مباشرة بين كلا ناديي مدينة مانشستر منذ انتقال تيرِّي كوك من اليونايتد إلى السيتي في عام 1999، وعندما انتقل من أولد ترافورد إلى ايستلاند في 2009 وضع مانشستر سيتي لوحة ضخمة يسخر بها من جاره اللدود في مركز المدينة تضم ملصقاً لصورة المهاجم بالقميص الأزرق مكتوب عليها "مرحباً بكم في مانشستر".

فرناندو توريس (ليفربول – تشيلسي)

بدأ "النينو" مشواره مع كرة القدم في صفوف نادي أتلتيكو مدريد وتولى شارة قيادة الفريق، لكن كان واحد من المعجبين بنادي ليفربول، وهو ما كشفه تعليق صورة على الجزء الخلفي شارته مكتوب عليها مقطع من الأغنية الشهير لجماهير الريدز "أنت لن تمشي لوحد".

وتحولت قصة الغرام إلى حقيقة بعدما ارتبط اللاعب بليفربول في صفقة ضخمة قدرت بـ 28 مليون يورو، وقدم موسم مذهل مع الفريق سجل خلاله 33 هدفًا، لكن الإصابات لاحقت اللاعب ومع ذلك لم ينسى عشقه للريدز ووضع وشاح النادي حول عنقه بعد التتويج مع منتخب إسبانيا بكأس العالم، لكن معاودة الإصابة له نظرًا لتسرعه للعودة للعب جعلته غير سعيد في النادي.

وفي ميركاتو صيف 2011 وجه المهاجم الإسباني طعنة للجماهير ليفربول بعدما جعلهم يصدقون أن معلب أنفيلد هو وطنه الثاني، فتوريس لم يكتفي بمغادرة النادي فحسب بل واختار اللعب لتشيلسي أحد أشرس منافسيهم المحليين وذلك مقابل 85 مليون يورو ليكتب نهاية مريرة لقصة غرام.

ما قد يهون علي أنصار الليفر أن توريس لم يعد كما عرفوه في بداياته في إنجلترا فلم يستطع أن يقنع البلوز بعدما فقد لمسته كهداف مما دفعهم لإعارة اللاعب في انتقالات صيف 2014 لمدة عام لنادي الميلان، ولكن ذلك لم يمنعهم استغلال أي مناسبة للسخرية من عقمه التهديفي فخلال جولة فريقهم في أمريكا استعدادًا لبدء الموسم الجديد (2014-2015) خاص الليفر خلالها بطولة الكأس الدولية للأبطال ورغم من أن تشيلسي ليس مشاركًا إلا أن أحد مشجعي الليفر ظهر مرتديًا قميص توريس مع الفريق اللندني الذي يحمل الرقم "9" واستبدل اسم اللاعب على ظهر القميص بعبارة " "Don't Scorres أي "لا تُسجل".

كريستيان فييري (إنتر – ميلان)

لعب للعديد من الأندية الكبرى في إيطاليا خلال حياته المهنية وتنقل بين 13 ناديًا خلال مسيرة امتدت 18 عامًا، إلا أن أنجح فترة له تلك التي قضاها مع إنتر سجل خلالها 100 هدف في 6 مواسم وحقق فقط لقب كأس إيطاليا وفيما جماهير النيرازوري تنتظر تجديد عقده أثار الدهشة بالانضمام إلى جاره ميلان، ولكنها كانت نهاية حقبته الذهبية فلم يوفق مع الفريق ف لعب 8 مباريات وسجل هدف واحد فقط.

وكان اللاعب أمضى عامًا في العاصمة روما مدافعًا عن ألوان فريق لاتسيو قبل أن ينتقل في صفقة مالية ضخمة بمقاييس تلك الفترة إلى الإنتر، وهو ما قبول من قبل مشجعي لاتسيو بحرق قميصه خلال تظاهر يعترضون فيها على بيعه، وطالب الكثير منهم النادي برد ثمن القمصان التي اشتروها وتحمل اسم اللاعب ورقمه في صيف عام 1999.

جدير بالذكر أن صفقة انتقال فييري إلى الإنتر بلغت 50 مليون كان شرارة ارتفاع حاد في أسعار اللاعبين بشكل مضاعف، أثار سخط دفع "الفاتيكان" ليُعلن عن رفضه لمثل الأمور محذرين بأنه غير مقبول صرف هذا الكم الهائل من الأموال على الرياضة في إيطاليا، وأنه الأجدر أن تُحل مشاكل الأمراض والفقر في المجتمع من مساهمة أصحاب الأموال في مثل هذه الأعمال الخيرية.

خانوا، أم احتراف؟ ... آخرون في لمحات سريعة

قد نحتاج لإفراد عشرات الحلقات ولن تكفي لسرد كيف انتهت العلاقة بين اللاعبين والأندية وصنفتهم الجماهير كـ "خونة"، فهناك عدد كبير جدًا لكن بعضها أحدث ضجة أكبر من غيره .. ودعونا نتذكر في عجالة بعد أكثر الصفقات التي أثارت الجدل والسخط..

لنبدأ من مهد كرة القدم إنجلترا.. فبعدما ركض إيمانويل أديبايور الملعب بأكمله للاحتفال بتسجيل هدف لمانشستر سيتي في شباك فريقه السابق آرسنال مستفزًا جماهيره إلا أنه في وقت لاحق ساءت علاقته مع السماوي ورحل إلى توتنهام.

وبعد موسمين مع الفريق الأول تخلى واين روني عن النادي الذي قضى فيه طفولته إيفرتون لينتقل إلى ملعب اولد ترافورد ويرتدي قميص مانشستر يونايتد ويصبح مطلع الموسم الجاري قائدًا للشياطين الحمر.

ووصم الإسباني سيسك فابريجاس بالخيانة بعدما قرر إنهاء رحلته مع برشلونة في الليجا والعودة لإنجلترا ولكن ليس إلى ناديه السابق والذي حمل شارة قيادته الآرسنال بل لعدوه تشيلسي، مما دفع إدارة الأول لرفع صورة اللاعب من على اللافتات التي تمثل أيقونات النادي من اللاعبين.

وعانى فرانك لامبارد من إهانات مشجعي فريقه السابق ويست هام بعدما ترك الفريق صوب تشيلسي عام 2001 ولقبوه بـ "Fat Frank"  وقاموا بتأليف أغاني مسيئة عن والدته المتوفاة ورددوها في الإبتون بارك في 2008، وأثار بول اينس غضب مشجعي ويست هام حينما انتقل إلى مانشستر يونايتد عام 1989 خاصة بعدما انتشرت له صور بقميص الأخير وقبل أن تتم الصفقة رسميًا، فما كان منها إلا أن أحرقت الدمى التي تمثله مباراة الفريقين.

فاجأ جاك كولباك أنصار ساندرلاند بالانضمام لمنافسه نيوكاسل رغم إقراره بأن المشجعين سوف يكرهونه لبقية حياته، وأضرب بيير فان هويدونك عن التدرب حتى سُمح له بمغادرة نوتنجهام فورست في عام 1998 إلا فيتيسه أرنهيم، في حين ديميتار برباتوف ودوايت يورك تمرد كلاهما على توتنهام وأستون فيلا على الترتيب لدفع إدارة ناديه للسماح لهما بالذهاب إلى مانشستر يونايتد، وهناك ويليام جالاس الذي تنقل بين أشهر لأندية اللندنية والمعرف عنها الكراهية الشديد بين جماهيرها فتنقل بين آرسنال وتشيلسي وتوتنهام.

ولا يمكن أن نُغفل في سردنا انتقال أحد أساطير نادي ليفربول مايكل أوين لصفوف مانشستر يونايتد في 2009، وهو ما اعتبر بمثابة الخيانة الكبرى بالنسبة لجماهير الريدز، وكان أمر غير مستساغ لجماهير آرسنال وبعد 8 مواسم في ملعب الإمارات انضمام قائدهم المهاجم الهولندي روبين فان بيرسي إلى اليونايتد، خاصة وأن الفريق تكفل بعلاج اللاعب في لتجاوز الإصابات التي لحقت به ليعود لذروة عطاءه وبدلًا من رد الدين يرحل للأولد ترافورد.

وننتقل إلى أشهر القصص في إسبانيا.. سيرجيو راموس فقد تمكن مؤخرًا من إصلاح علاقته مع اشبيلية بعد مغادرته لصفوف ريال مدريد في عام 2005، في المقابل جماهير فالنسيا لن تغفر أبدًا لبريدراج مياتوفيتش قراره الرحيل للعب في سانتياجو برنابيو في 1990.

ترك لويس إنريكي مدريد للانضمام إلى صفوف برشلونة ومجانًا يجعله ممن خسر أي شعبية له مع فريق العاصمة، وأثار بيرند شوستر الجدل لسنوات بعد رحيله عن الفريق الكتالوني ليعلب للريال ثم لجاره أتلتيكو، ولا يمكن أن تنسى جماهير الملكي رحيل مسعود أوزيل كما فعل آنخيل دي ماريا بسبب مطالب مادية لينضم إلى آرسنال العام الماضي.

أما في جنة الكرة إيطاليا.. فتكبد فابيو كابيلو غضب روما الناري عندما قرر مغادرة الذئاب متوجهًا إلى يوفنتوس، في حين كانت رحلة الجناح البولندي زيبي بونييك في الاتجاه المعاكس فغادر السيدة العجوز إلى روما في عام 1985 وهو لا يزال مكروه من قبل مشجعي اليوفي ووقع الكثير منهم على عريضة تطالب بشطبه من قاعة النادي للمشاهير.

من كرواتيا كانت القصة الأبرز نيكو كرانيكار الذي لم يحصل غفران أنصار دينامو زغرب بعد قراره مغادرته لفريق هايدوك سبليت وهو ما زال موهوبة شابة في الـ 18 من عمره، وفي هولندا أثار يوهان كرويف الكثير من الجدل عندما انفصل عن أياكس ليعلب لفريق فينورد في عام 1983، كما تسبب الفرنسي الدولي فرانك ريبيري بالكثير من السخط والمرارة عندما غادر جلطة سراي عائدًا إلى موطنه من بوابة مرسيليا بعدما لعب عدة مباريات فقط مع الفريق التركي في عام 2005، وفي واحد من قصص سوق الانتقالات الغريبة كيني ميلر الذي كان لاعباً لرينجرز الأسكتلندي ثم انتقل للغريم سيلتك في 2007 ومن ثم عاد إلى رينجرز بعد موسم واحد فقط.

المصدر: موقع جول