"مشروع توفير" .. كوميديا "شابة" تبتعد عن السياسة

2014-09-29 06:05:00

رام الله-رايــة:

يوسف الشايب- تدور أحداث المسلسل الكوميدي الفلسطيني "مشروع توفير"، حول شاب يُدعى كريم (ربيع الحاج عبد)، والذي انفصل والداه ليتزوّج الأب بعدها من امرأة أخرى أنجبت له طفلين: عُمَر (بدر جراعي) ولين (هبة موسى)، ويعيش المراهقون الثّلاثة، وهم أشقّاء من أب واحد مغامرات من نوع خاص، في قالب مضحك.

كريم يعيش في بيت مع أمه، وعمر ولين يعيشان في بيت مع أبيهما وأمهما. أم كريم تسافر إلى بيروت لشهرين لإجراء بعض ورش العمل هناك، فتترك كريم يتدبّر أموره وحده في البيت، وتترك له القليل من النقود، لعله يعتمد على نفسه، وينخرط في سوق العمل، قبل أن يبدأ دوامه الجامعيّ في الولايات المتحدة الأميركية.

في الوقت نفسه، يضطر الأب، ولأسباب تتعلق بعمله، إلى السفر برفقة زوجته إلى دبي، وعندها يفكّران بإقناع عمر ولين بالإقامة عند شقيقهما كريم، خاصة أنه لن يكون وزوجته مطمئناً على تركهما وحدهما في المنزل، لإدراكه عدم شعورهما بالمسؤولية، واتكالهما على أمهما في الكثير من تفاصيل الحياة.

وبذلك يستطيع الإخوة التّعرف على بعضهم البعض أكثر ... توافق أمّ كريم على الفكرة، بينما يؤكّد الأب على أهمية انخراط كريم بعمل ما، لينفق على نفسه، بل إنهما يزيدان العبء عليه، بأن يجعلاه أيضاً يتحمل نفقات شقيقيه عمر ولين. وهنا تبدأ المشاكل، فكريم شخص بخيل جدّاً على عكس اسمه تماماً، فيما عمر ولين مبذران جداً، وهذا التّناقض يخلق العديد من المشاكل في قالب كوميدي طريف.

الكوميديا اليافعة التي تنطلق بعد أيام في نسختها الثاني، من بطولة الفنانين الشباب ربيع الحاج عبد بدور كريم، وهبة موسى بدور لين، وبدر جراعي بدور عمر، وهي من تأليف وإنتاج ربيع الحاج عبد، وإخراج الفنانة الشابة لما رباح، في أول تجربة إخراجية لها.

وحول المختلف في "مشروع توفير" عن غيره من الأعمال الكوميدية الفلسطينية، قال ربيع الحاج عبد: هذا أول مسلسل "كوميدي متصل" في فلسطين .. المسلسلات "الكوميدية المتصلة" كانت معدومة تماماً عندنا، وحتى الآن نتفرد بهذه النوعية من الأعمال الكوميدية ... كان أول أعمالي العام 2007، وهو بذات الطريقة، وحمل اسم "دوت كوم في خدمتكم"، ومنذ ذلك الوقت، وأنا مصرّ على تقديم هذا النوع من الكوميديا لاعتقادي بأنها الباقية، مدللاً على ذلك بأعمال كوميدية سورية أثرت فيه، بينها "يوميات جميل وهناء"، و"يوميات مدير عام"، و"زوج الست"، مشيراً إلى أنه لا يهوى الاستسهال بتقديم حلقات كوميدية منفصلة يجمعها اسم لمسلسل ليس إلا.. قررت أن أكون مختلفاً عن غيري منذ البداية، خاصة أن الأعمال الفلسطينية الناجحة لا تتبع هذا الأسلوب، وأبرزها "وطن ع وتر"، وجاء بعدها "فنجان البلد"، وأخيراً "شوفات" و"نشاز"، وغيرها ... قدمت في العام 2010 مسلسل "يوم ورا يوم"، وفي العام الماضي "مشروع توفير" 2013، والآن "مشروع توفير" 2014.

وأضاف: من جهة أخرى غالبية الأعمال الكوميدية الفلسطينية تتكئ على السياسة، وتكون القضية الفلسطينية، والسلطة، والمعارضة، وغيرها، محوراً أساسياً فيها، أما "مشروع توفير"، فهو بعيد كل البعد عن السياسة، وهذا يجعله فريداً من نوعه في فلسطين ويقلل من فرص نجاحه، كما هو حال كونه عملاً متصلاً، بمعنى دراما كوميدية، وليس أقرب إلى كونه "اسكتشات".

المسلسل في موسمه الأول عرض على فضائية الفلسطينية وتلفزيون الفجر الجديد الأرضي، ثم عرض عبر تلفزيون فلسطين وتلفزيون فلسطين مباشر، وعبر تلفزيون القدس التربوي الأرض، فيما قررت فضائية الفلسطينية إنتاج موسم ثان من العمل، بدأت تروج لعرضه خلال أيام.

بدورها، قالت المخرجة لما رباح عن تجربتها الإخراجية الأولى: كنت مترددة جداً، حتى أنّني كدتُ أعتذر عن المشروع قبل يومين من بدء التصوير.. خبرتي الوحيدة في التصوير والإخراج تأتي من شغف وحلم دراسته لاحقاً، ومن مشاهدة المخرجين يعملون كوني عملتُ قليلاً في التمثيل والإعلانات والتلفزة ... كانت أول مرة أعدّ المشهد وأول مرة أمسك بالكاميرا ... في البداية كان الأمر مخيفاً ثم اعتدتُ على ذلك، وبدأت أتعلم من أخطائي وأطور عيني الإخراجية... للكوميديا خصوصية بالطبع، لأن المشهد يجب أن يكون خفيفاً ظريفاً غير معقد، والشخصيات قريبة إلى الجمهور، لذا عملنا على تبسيط القصة والمفردات المستخدمة، وعلى إضافة كوميديا الموقف... الآن أدرس الإعلام الإذاعي والمتلفز في جامعة بيرزيت، وآمل دراسة الإخراج في مرحلة الماجستير.

للاستماع لأغنية المسلسل عبر الرابط التالي:

[audio]http://www.raya.ps/data/uploads/fabd58dee75feb477821e84ef185f146.mp3[/audio]