دوري الأبطال | هل ندم برشلونة على عدم التعاقد مع لويز؟

رام الله - رايــة:

كتب | طه عماني

انتهى سوق الانتقالات الصيفية دون أن يتمكن مدير برشلونة الرياضي "أندوني زوبيزاريتا" من التعاقد مع المدافع "النجم" الذي كان يحلم به جمهور الفريق الكتلوني والذي بدا غير راضٍ عن الانتدابات الدفاعية التي قام بها فريقه والمتمثلة في التعاقد مع مدافع فالنسيا الفرنسي "جيريمي ماثيو" ومدافع آرسنال البلجيكي "توماس فيرمايلين".

وسائل الإعلام تحدثت كثيرًا عن أسماء لامعة مرشحة لتعزيز خط دفاع الفريق الكتلوني خاصة بعد أن أصبح جليًا للجميع أن نقطة ضعف الفريق الأولى تمكن في الخط الخلفي وبالضبط في مركز قلب الدفاع الذي عانى كثيرًا من الحلول الترقيعية. مجموعة من المدافعين الكبار والمكلفين جدًا ارتبطوا بالنادي، ولعل أبرزهم كان مدافع تشيلسي السابق وباريس سان جيرمان الحالي "دافيد لويز". فهل ندم برشلونة على عدم التعاقد معه؟!

قبل أن نخرج باستنتاج نهائي حول الأمر، يجب أن نقف عند بعض الأمور التي قد تساعدنا في امتلاك رؤية أفضل عن الميركاتو الدفاعي لبرشلونة وهل كان فعلًا في حاجة للاعب من طينة دافيد لويز:

ما شاهدناه من مشاكل دفاعية عويصة في دفاعات الفريق الكتلوني خلال المواسم القليلة الماضية جعلنا نجزم بأن الفريق يحتاج لمدافع يجمع بين القوة البدنية، السرعة وحسن التصرف في الكرات الهوائية خاصة مع قصر قامة خافيير ماسكيرانو وبطء جيرارد بيكيه، بالإضافة إلى كل ذلك، يبدو أن لويس إنريكي قد أصر على التعاقد مع مدافع أشول وهو أمر يُساعد كثيرًا في إخراج الكرات بشكل سليم من المناطق الخلفية.

دافيد لويز مدافع سريع حقًا، لا يفتقد للقوة البدنية، مميز في الكرات الهوائية وخبير بما فيه الكافية للعب في أعتى الأندية الأوروبية، لكنه بالمقابل متهور، متذبذب المستوى وليس من طينة اللاعبين الذين يروقون للمدربين الصارمين تكتيكيًا من طينة جوزيه مورينيو (الذي لم يتردد في بيعه فور وصول عرضٍ مغري) أو لويس إنريكي نفسه.

بالإضافة إلى ذلك فهو ليس مدافعًا أعسرًا، كما أن المستويات التي قدمها نهاية الموسم الماضي مع تشيلسي وفي نهائيات كأس العالم مع البرازيل جعلت جل الصحفيين (الفرنسيون منهم خاصة) يتساءلون عن المبلغ الكبير الذي دفعه باريس سان جيرمان من أجل التعاقد معه.

بالمقابل، اتجه أندوني زوبيزاريتا للتعاقد أولًا مع مدافع فالنسيا جيريمي ماثيو في صفقة استغرقت أكثر من شهر من المفاوضات وأثارت استغراب جل مشجعي النادي الكتلوني. فكيف يصر فريقهم على التعاقد مع مدافع يبلغ من العمر 31 سنة ويُطالب فريقه بالحصول على 20 مليون يورو للتخلي عنه؟ لكن أكان ذلك تصرفًا غير محسوبًا من طرف المدير الرياضي للبرسا؟

بالطبع لا، فأندوني زوبيزاريتا تعاقد قطعًا مع أحد أفضل المدافعين في الدوري الاسباني خلال آخر موسمين، ومع لاعب يتناسب تمامًا مع حاجيات الفريق وتتوفر فيه جل المواصفات التي ذكرناها أعلاه. ماثيو لاعب قوي جدًا بدنيًا، وقد وُصف في أكثر من مناسبة بـ«أسرع مدافع في العالم» من طرف مدربه السابق خوان أنطونيو بيتزي. ماثيو فارع الطول كذلك ومتميز في الكرات العالية، وقد يكون عيبه الوحيد سنه المتقدم وضعف شخصيته.

في رأيي الشخصي، كان من الصعب جدًا على زوبيزاريتا إيجاد لاعب يسد حاجيات الفريق مثل ما يفعل ماثيو الذي يستطيع تقديم سنتين أو ثلاث على أعلى مستوى، وها هي النتائج قد بدأت تظهر منذ الآن كون الفريق الكتلوني لم يتلق أية أهداف هذا الموسم في سبع مباريات كاملة.