وجهة نظر | خسارة الديربي جعلت دورتموند يدخل أول أزمة له تحت قيادة كلوب!‎

2014-09-30 00:55:00

رام الله - رايــة:

بقلم | شرف الدين عبيد

هناك من سوف يقول بأن ثلاث مباريات بدون انتصار سيكون أمرا مبكرا بأن نقول بأن هناك أزمة، خصوصا مع ما يعانيه دورتموند من شبح الإصابات، لكن المشكلة تكمن في أن الفريق أضاع نقاط عديدة ومن الصعب جدا أن نتوقع بأن ذلك لن يستمر في الأسابيع المقبلة.

لو كانت هناك فرصة لفوز دورتموند بالدوري فكان ذلك بالاستفادة من عدم جاهزية لاعبي بايرن بعد كأس العالم،وهو ما كان واضحاً في أغسطس الماضي حين تواجه الفريقان في كأس السوبر الألماني حيث كانت الكفة آنذاك تميل لصالح النادي الأصفر والأسود، بعدم جود ماريو جويتسه وغيره من نجوم البافاري في أفضل حالتهم البدنية لكن حاليا فالأمر انقلب رأسا على عقب ويبدو أن تلك الفرصة قد أحكم عليها جيدا.

بايرن قدم لأسود الفستيفتاليا بعض الفرص ليأخذ الأسبقية: فحامل اللقب تعادل في مباراتين في أول أربع مباريات في البوندسليجا، لكن دورتموند فاز فقط مرتين في أول ست جولات من بينها هزيمتين وتعادل في آخر ثلاث مباريات، مما جعل الفارق يصل إلى 7 نقاط تفصل بين بايرن المتصدر ودورتموند الذي ينتظر منه أن يكون المنافس.

مشاكل دورتموند الحالية عديدة، والمشكل الأكبر مرتبط بخط الهجوم الذي لا يقدم ما كان روبيرت ليفاندوفسكي يفعله، شيرو إيموبيلي لديه هدفان فقط في 7 مباريات بينما آدريان راموس ثلاثة في ثماني. المهاجم البولندي أخذ أكثر من موسم كامل حتى استطاع أن يقدم نفسه كأفضل خيار في هجوم دورتموند، سجل فقط 9 أهداف في 43 ظهولا له في موسمه الأول ثم في الثاني سجل هدفين في  7 مباريات بالبوندسليجا و صفر في مباراتين بدوري الأبطال قبل إحرازه هاتريك أمام أوجسبورج مما جعله يبدأ مسيرته الفعلية مع دورتموند، وحتى ورغم كونه نجم فهو يعاني من أجل التأقلم في بايرن بتسجيله هدفين في 9 مشاركات.

المهاجمون من الصعب أن تجد البديل المناسب لهم أكثر من أي مركز آخر، أمر بسيط وحقيقة محزنة أن دورتموند لن يكون لديه توقع كبير بتألق إيموبيلي وراموس في المستقبل القريب.

يمكن أن تكون مشكلة المهاجم غير مؤثرة بشكل كبير لو كان يتوفر على لاعبي وسط يستطيعون القيام بذلك الدور وتسجيل الأهداف، بيير إمريك أوباميانج قام بعمل كبير بتسجيله حتى الآن 7 أهداف في تسع مباريات معدل رائع للمهاجم المساند الذي يلعب كجناح بفضل تميزه بالسرعة لكنه لا يستطيع خلق الفرص لإيموبيلي وراموس.

اللاعب الذي يفتقده دورتموند هو ماركوس رويس، اللاعب الذي يستطيع التسجيل وإنهاء الهجمة وهو نموذج اللاعب الذي بإمكانه يزيل بعض الضغط عن المهاجمين الجدد بتسجيله الأهداف وأيضا صنع فرص لهم ولآخرين، لكن منذ ماي الماضي لم يلعب بشكل كبير زيادة على ابتعادة تقريبا الشهر المقبل بأكمله بعد تجدد إصابته التي حرمته من المشاركة في المونديال. ربما رويس لن يعود في المستقبل القريب مما يجعل دورتموند بحاجة لخيار ثان للاعب الذي يصنع ويسجل الأهداف، هنريخ مخيتاريان سيبتعد بسبب الإصابة أيضا فيما جاكوب بلاتشيكوفسكي مازال مصابا ولم يلعب نهائيا منذ يناير الماضي.

بشكل عام، دورتموند لن يكون لديه أي لاعب يمتلك المهارات لصنع اللعب وقيادة الفريق من الوسط للهجوم، في الديربي كان الوسط يتكون من مهاجم مساند هو أوباميانج وقلب دفاع هو ماتياس جينتر ولاعب ارتكاز دفاعي هو زفين بيندر والجناح الذي تحول لظهير هو كيفن جروسكروتس، مما يعني أن هؤلاء الأربعة كانوا مساندين لمهاجمين صريحين هما راموس وإيموبيلي بدون صانع لعب ولا لاعب مهاري أو ممرر مميز.

كل ذلك يقودنا للمشكل الآتي: غياب إلكاي جوندوجان ونوري شاهين، مع عدم قدرة ميلوس يوييتش على تغطية الثنائي المصاب، فدورتموند افتقد جوندوجان طيلة موسم 14|2013 لكن حضور شاهين جعل غيابه أمرا يمكن التغلب عليه، صحيح أن التركي وخريج أكاديمية البي فاو بي لم يقدم مثل أدائه في 11|2010 الذي جعله أفضل لاعب في البوندسليجا آنذاك لكن على العموم كان جاهزا للمشاركة في أغلب المباريات.

شاهين غاب الموسم الحالي منذ بدايته ولن يعود قبل نوفمبر، بينما جوندوجان ربما يعود قبل ذلك لكن غاب أكثر من عام عن آخر مباراة لعبها مع دورتموند واستعادته للياقته البدنية وأدائه الذي كان عليه سيتطلب وقتا لذلك. دورتموند لديه خيار آخر هو يوييتش لكن الصربي أداؤه سيء هذا الموسم بافتقاده القدرة على القيام بدور جوندوجان وشاهين حتى الآن رغم ما قدمه في النصف الثاني من الموسم الماضي.     

المشكل الذي يعاني منه خط الوسط أثر بشكل كبير على دفاع الفريـ في ظل عدم وجود قوة ضاربة في مركز الرقم 8، لاعب يستطيع مساعدة الفريق في الاستمرار باللعب بأسلوبه المعتاد بكرة سريعة وتمريرات مباشرة للأمام وتحرك ممتاز في الوسط كما يفعل الفريق في العادة تحت قيادة كلوب بتواجد شاهين جوندوجان رويس وشينجي كاجاوا. لكن بعدم وجود هؤلاء فالفريق يفتقد هويته خصوصا في الارتكاز ما يخلق مشاكل في الخلف.

معظم الأهداف التي اسقبلها دورتموند هذا الموسم كانت من أخطاء ساذجة ولم تكن لتقع لو كان الفريق يسيطر أكثر في وسط الملعب، لكن حاليا أسلوب اللعب تطور للاعتماد على السرعة لافتكاك الكرة من الخصم وتمريرها بشكل سريع باتجاه المهاجمين مما يجعلنا نرى كل ما بناه كلوب من أسلوب لعب مميز في السنوات الماضية قد تداعى بسبب غياب لاعب مميز في الوسط - "الأسطى" في نصف الملعب حسب تعريف المحلل الفني المصري فاروق جعفر-. 

في الماضي كان كلوب قادرا على التماشي مع خسارته نجوم الفريق مثل شاهين، كاجاوا وجويتسه لكن ذلك عنى أن لاعبا واحدا فقط من كان ينقصه، لكن حاليا ولأول مرة في حقبة كلوب يتعرض دورتموند لمثل هذا الموقف بافتقاده للاعبين ما يجعله يغير أسلوب لعبه للنجاة، لذلك هم الآن في أزمة.