وجهة نظر | لماذا آرسنال خارج سباق المنافسة على البريميرليج هذا الموسم؟

2014-10-11 16:37:00

رام الله - رايــة:

بقلم | هشام يوسف

ربما يكون العنوان صادم للبعض و مُغضِب للبعض لكنه في حقيقة الأمر عنوان ونتيجة في نفس الوقت ! فهو نتيجة لمحصلة أمور سلبية اعترت واجتاحت الفريق اللندني العريق الذي يفخر محبوه بأن الملكة اليزابيث من مشجعيه، للأسف الشديد هذا الفريق العريق ينحدر رويداً من أندية القمة إلى أن يكون أحد أندية الوسط بالبريميرليج، وبدون أن يحدث تشاحن واختلاف على كلماتي دعونا نتناقش في نقاط محددة وبعدها كلٌ يقول رأيه بحرية.. ولنرى لماذا آرسنال خارج المنافسة على سباق البريميرليج هذا الموسم؟

فينجر.. مدفعجي سييء ويجب تسريحه من الخدمة

آرسين فينجر الفرنسي العجوز وهو مقبل على منتصف عقده السادس حظى بعقد مدته ثلاث سنوات أي أنه من المفترض أن يستمر حتى الـ 68 من عمره على رأس الجهاز الفني للمدفعجية بعدما قدم إلى الفريق قبل 18 عاماً، وبعيداً عن كونه منقب ومكتشف للنجوم –وإن كان تفريطه في إبراهيموفيتش و رونالدو أمر فاضح وسلبي للغاية- لكن دعونا نرى ماذا قدم فينجر فنياً لآرسنال في آخر 10 مواسم وخاصة بعد فوزه بالبريميرليج موسم 2004 .. لاشيء!!

أن تخوض 4 بطولات في 10 مواسم أي 40 بطولة ولا تنجح سوى بالفوز ببطولة يتيمة خدمتك فيها القرعة من البداية حتى النهاية عندما واجهت هال سيتي وأحرزت لقب كأس الاتحاد، أي هزال فني وفشل صادم وصريح الذي يجعل من فينجر مدرب عالمي! هل المدرب الكبير بعمره الكبير، أم بقيادته لفريق كبير، أم بتحقيق بطولات كبيرة؟ ولا أجد أفضل من وضع كلمات المذيع الانجليزي الشهير بيرس مورجان بقناة سي إن إن– وهو بالمناسبة مشجع كبير للمدفعجية- أمامكم عندما قال تعقيباً على خسارة ارسنال امام تشيلسي ومنتقداً فينجر.. لم يستطع الفوز على مورينيو في 12 مباراة..انتصار وحيد و 16 هزيمة في آخر 20 مواجهة مع الفرق الخمس الكبرى بالبريميرليج! والعجيب أن يحصل مثل هذا المدرب على عقد إضافي مدته 3 سنوات.

المدفع المعطوب .. يضُر ولا يُفيد

بجانب سوء ادارة فينجر الفنية، لا نستطيع أن نغفل تدخل وباء الاصابات وضربه بقوة لصفوف الفريق على مدار موسمين لأفضل لاعبيه وأهم نجومه، وكأن ملعب الإمارات أصبح موبوء وبقعة مرضية كارثية يجب أن يتم فرض الحجر الصحي به!

هذا الموسم طالت الإصابة آرتيتا ثم جيرو ومن بعدهما رامسي ثم ويلشير وأتبعه ديبوتشي واختتمت بالألماني أوزيل بل هناك أخبار عن احتمال إصابة المدافع الفرنسي كوسيلني، ولعل الإحصائية التي نشرتها صحفيفة ديلي ميل قبل أيام تبرهن على حجم المأساة التي يعيشها الفريق من لعنة الإصابات.. حيث ذكرت الصحيفة أنه منذ موسم 2002 وآرسنال ضربت الاصابة لاعبيه 891 مرة بمعدل لاعب مصاب كل 5 أيام!

وهو أمر بالطبع يقوض من أي فرص لأي فريق بالمنافسة على بطولة كبيرة بحجم البريميرليج لأنه بجانب لعبه مجبر بعناصر الصف الثاني لتعويض تلك الغيابات القسرية سيعاني من عدم الانسجام بدخول عدد كبير من غير الأساسيين لتشكيلة الفريق دفعة واحدة، وهو ما يجعل "الهارموني" بين اللاعبين مفتقد لبضع الوقت وحتى ما يلبث أن يعتاد كل لاعب على زميله .. يغيب أحدهما! لايفل الحديد إلا الحديد .. ولكن حديد الجانرز صديء!

كما قال مورجان في معرض حديثه عن فينجر فنسبة فوز آرسنال على الفرق الكبرى هزيلة بل مثيرة للسخرية، فكيف لفريق يسعى للفوز ببطولة كبيرة ويسقط دوماً أمام الفرق الكبرى التي تقارعه وتنافسه على هذا اللقب؟

أمر سلبي للغاية ويؤكد أن طموح البطولة لدى اللاعبون بالجانرز ليس ممتليء بما يكفي لشحن وشحذ هممهم أمام منافسيهم، وهو الأمر الذي أشار إليه الهولندي فان بيرسي عندما قال أن عقلية الفوز مترسخة عند اليونايتد عنها في آرسنال وقت قدومه إلى أولد ترافورد. ولعل نتائجه حتى الآن تكشف عن سيره على نفس نهج المواسم السابقة "بالانبطاح" أمام الفرق الكبرى ومثيلاتها، فقد تعادل مع السيتيزين و السبيرز و التوفيز، وخسر أمام البلوز، ولعل مباراة الفريق أمام السيتيزين مثال واضح على ضبابية فكر الفوز عند لاعبي آرسنال، ففي الشوط الأول كان الفريق اللندني مستحوذ على مجريات المباراة وأضاع ويلباك هدف لا يضيع ثم فجأة يستقبل مرمى الفريق هدف، وفي الشوط الثاني ينجح الفريق في قلب النتيجة الى فوز بهدفين لهدف ولكن مالبث أن عادت الضبابية تغلف عقل اللاعبون ليستقبلوا هدف التعادل على أرضهم، وهي أمور صدقوني تؤثر نفسياً على اللاعبين وتجعل الاحباط يتسرب إلى عقولهم وقلوبهم من أنهم يستطيعون الفوز على الفرق الكبرى.

ما بين البخل الشديد والاغداق العجيب يولد الفشل ظل العالم كله يتحدث عن بخل فينجر وإدارة فريقه وهما يتعللان بالديون الضاغطة على النادي، ولكن بعد تحقيق الربح ماذا شاهدنا؟ كان آرسنال متفوق الموسم الماضي حتى بعد نهاية الدور الأول و"البوكسينج داي" ودخول الميركاتو وبدأت الاصابات تتلاعب بالفريق كبحرٍهائج يتعامل مع سفينة على أنها دُمية، ولكن فينجر وهو لا يمتلك سوى مهاجم وحيد فقط لا يفكر بضم مهاجم بل ويواصل سقوطه في ابرام الصفقات ويضم كولستروم لاعب وسط الميدان وهو للغرابة يعلم بأمراصابته! ولا يستفيد الفريق منه. ولكنه كان قد أنفق ببذخ "السِكير" في الميركاتو الصيفي عندما اندفع ليجلب أوزيل بما يوازي 50 مليون يورو، ولم أفهم ما هو هدف فينجر من هذه الصفقة وقتها هل ليرد على انتقادات الجميع بأنه بخيل وأنه لا يدعم الفريق، هل كان يرى أن هجوم الفريق مكتمل بوجود جيرو فقط، وأن خط الوسط بحاجة لدعم أكثر؟ وهذا التأرجح بين البذخ – في غير محله- و البخل في وقت الاحتياج للدعم يجعل الفريق لا يستفيد لا بالصفقات المبرمة لأنها تأخذ اموال ضخمة وتنقص من المتوفر لتدعيم مراكز أخرى وأكبر مثال قلب الدفاع بعد رحيل فيرمالين، واكاد أجزم ان فينجر لو كان دعم فريقه في الميركاتو الشتويّ السابق كان سيحصد اللقب ولكنه تعامل بعقلية البخيل وأن الأمور تسير جيداً والرياح معه وتسايره حتى كادت تقلب سفينته ويخرج بعيداً عن "البيج فور" في نهاية الموسم.

كلمة أخيرة.. أنا لا أقول أن فينجر مدرب سييء لكن أقول كفى حتى الآن ماذا سيعطي مدرب من فكر جديد للفريقٍ ما بعدما قضى معه 18 عاماً؟ لا شيء.. ولن أبخس حق الرجل فأنا أشهد أنه حول الجانرز لفريق يلعب بطريقة مغايرة عن الأسلوب الإنجليزي العتيق مثل الفرق الأخرى وباتت طريقته ممتعة ومزيج ما بين الكرة اللاتينية والاوروبية ولهذا عشقنا الجانرز، لكن لكل قطار محطة نهاية ولكل جواد منتصر سباق ختامي، أن فكر "المقامر" للأسف يسيطر على فينجر وإدارة المدفعجية بمقولة "غداً سأفوز.. سيتغير حظي.. أشعر أن المكسب قادم"، ولكن الحقيقة الجلية والواضحة للجميع أن آرسنال-فينجر بلا جديد.. بلا طموح البطولة، ولابد من التغيير القوي حتى يعود الجانرز مرعب لجميع الفرق ليس فقط في إنجلترا ولكن في كل أوروبا.