بالصور: "خزق الفأر" تاريخ المدينة المغلق بأمر الاحتلال
الخليل- رايــة:
طه أبو حسين- يكاد لا يزور زائر الخليل القديمة إلا وسأل عن "خزق الفأر"، أين يقع، ولماذا سمي بهذا الاسم، حتى أن كثيرهم حينما يسأل عنه يظن أنه واقع في شرك المزاح، ولا يصدق ذلك إلا عندما يلتقي بخليلي ويصطحبه الى منطقة "خزق الفأر"، ليعاينه بعينه ويتنفس منه رائحة البلدة القديمة.
أخذت شبكة "رايــة" الاعلامية تفتش عن اجابة لتلك التساؤلات، حتى وصلنا للصحفي جهاد القواسمي مدير هيئة الاذاعة والتلفزيون الفلسطيني في الخليل، الذي تربى وترعرع في حواري البلدة القديمة، وتحديدا في حارة الشيخ، حيث اهتم منذ صغره بتاريخ البلدة، وكان مستمعا جيداً للقصص والروايات التي يتناقلها الأجداد عن تاريخ الخليل القديمة، ومن بينها منطقة "خزق الفأر".
"سمي خزق الفأر بهذا الاسم لضيقه وكثافة الزائرين والوافدين للخليل القديمة من خلاله، حيث كان يشهد "خزق الفأر" قبيل انتفاضة الأقصى الثانية أزمة خانقة بسبب ضيقه وكثرة الناس فيه، وكل هذا حسب الرواية الشعبية التي تناقلها الأجداد، أما اسمه الحقيقي فهو " القصبة" حيث يتفرع من خلاله عدة أسواق، كسوق اللحامين، الحصرية، الخواجات أو الأقمشة، الزيت، وغيرها من الأسواق التي عرفت بها الخليل القديمة" قال القواسمي.
واستذكر القواسمي أيام الطفولة لـ"رايــة":" قديما كانت منطقة "خزق الفأر" تعج بالمواطنين، والمحال التجارية ذات الدخل المرتفع رغم صغر حجمها، فالوافدين كثر ولا يكادوا ينقطعوا لحظة عنها، بالتالي كانت هي مركزية المدينة، ولا بد من كل زائر للخليل وحتى سكانها من دخول هذه النقطة تحديداً، أما اليوم وبعد انتفاضة الأقصى الثانية، اختلفت الموازين وباتت شبه خالية من المحال المفتوحة ومن الزوار لها".
وأضاف القواسمي:" بالسابق كانت الأسواق المترفعة من "خزق الفأر" متخصصة، سوق للحامين، الذهب، اللبن، وغيرها من الأسواق ذات التخصص الوحيد، وكل سوق حمل اسم ما تبيع محاله التجارية، وبعد انتفاضة الأقصى الثانية، بدأت المضايقات الاسرائيلية تزداد بشكل كبير، حيث أغلقت البلدة القديمة، ثمّ أصبحت شبه خالية، وتحولت الأسواق من أسواق متخصصة الى أسواق عامة، وبالأحرى الى أسواق تهتم بالأغلب بالإكسسوار والأدوات التراثية".
وبيّن القواسمي لـ"رايــة" أن "خزق الفأر" الذي يعود تاريخ وجوده للعصر المملوكي والعثماني أن شقّه الأيمن مغلق بشكل كامل أمام الفلسطينيين ولا يسمح لهم وصوله، في حين الشق الثاني يسمح للفلسطينيين بدخوله، ومع ذلك يتعرضون لمضايقات من المستوطنين خاصة من مستوطني مستوطنة " أبراهام أبينو" المطلة على "خزق الفأر" وعدد من أسواق البلدة القديمة".
في منطقة "خزق الفأر" وأسواق البلدة القديمة التي يسمح للفلسطينيين دخولها، وضع في سماء معظمها بينها وبين مباني مستوطنة "ابراهام أبينو" شبكاً حديديا، بسبب أن المستوطنين يرمون النفايات والقذارات على المارة، وهذه ممارسات مستمرة في محاولة لتهويد المنطقة بشكل كامل، إلا أن الصمود الفلسطيني ثابت أمام كلّ تلك الضغوطات.