الخليل: إقامة روضة الصمود في شارع الشهداء المغلق منذ 20 عاما
الخليل- رايــة:
طه حسين- فرحة كبيرة ملئت قلوب الأطفال وذويهم بإنشاء روضة الصمود في قلب شارع الشهداء الحيوي الرئيسي وسط مدينة الخليل المغلق منذ عشرين عاما بأمر احتلالي.
منذ عقدين يعاني السكان من ازدياد وتيرة اعتداءات المستوطنين وجيش الاحتلال على سكان منطقة شارع الشهداء وتل ارميدة في محاولة لتهويدها وإفراغها من الجنس الفلسطيني، وعلى سبيل الصمود الفلسطيني أمام سياسة التهويد، أقام تجمع شباب ضد الاستيطان روضة الصمود في شارع الشهداء لترسيخ معنى المقاومة الشعبية ومحفزا لأهالي المنطقة بالتمسك بها، إضافة لحمايتهم من الاعتداءات التي تطولهم أثناء ذهابهم وإيابهم لرياض الأطفال والمدارس خارج حيّهم.
وبيّن منسق تجمع شباب ضد الاستيطان عيسى عمرو أنهم يعملون على المشاريع التي تعزز صمود العائلات الفلسطينية في قلب شارع الشهداء وتل ارميدة وتثبيت الهوية الفلسطينية في هذه المنطقة، مضيفا:" اليوم رفعنا الأعلام الفلسطينية في منطقة يصعب جدا رفعه فيها، بسبب استهدافها من المستوطنين وجيش الاحتلال بشكل مستمر".
وقال عمرو أن الروضة تقع في المنطقة الواصلة بين مستوطنة "الدبويا" في قلب شارع الشهداء ومستوطنة "تل ارميدة"، حيث يعمل الاحتلال على إيصال المستوطنتين من خلال إفراغ التواجد الفلسطيني، "نحن اليوم أسسنا موقع عام لأطفال هذه المنطقة ليصمدوا ويحافظوا على الهوية الفلسطينية".
وجاءت فكرة إنشاء الروضة قبل عامين، في ذكرى يوم الأرض حسب عمرو:" قررنا أن نعمل روضة لحاجة الأهالي لها، حيث يوجد 200 عائلة لا يوجد لديهم روضة، فنحن كشعب فلسطيني متأكدون أننا سننتصر على الاحتلال من خلال المقاومة الشعبية وتعلمينا لأطفالنا كيفية مواجهة الاحتلال بالتعليم والمقاومة الشعبية".
وذكر عمرو أن فترة العمل بها لمدة عامين جاء بسبب الاعتماد بشكل مباشر على جهود وإمكانيات المتطوعين بالإضافة إلى الاعتداءات المستمرة على المتطوعين موضحا:" 16 مرة حاول جيش الاحتلال منعنا واعتقالنا وتهديدنا من إكمال المشروع، ووقع علينا نحن المتطوعين 25 اعتداء من المستوطنين ونحن نعمل بالروضة".
من جانب آخر واجه تجمع شباب ضد الاستيطان عوائق كبيرة في إنشاء وتأهيل الروضة خلال مدة أقصر بسبب العقوبات الإسرائيلية التي تمنع إدخال أي شيء للمنطقة، مبينا:" ممنوعين من إدخال ولو قطعة حجر أو حتى الألعاب، فنحن أدخلناها في منتصف الليل بطريقة التهريب، لأن كل ذلك ممنوع، ولذلك استمر لمدة عامين، ناهيك عن أنه جهد قائم فقط من قبل المتطوعين".
بدوره أكّد محافظ الخليل كامل حميد أن الصمود الفلسطيني لن يثنيه أيّ اعتداء وتهويد، مضيفا:"رسالتنا بأن المستقبل لنا، والأمل لنا، والأطفال يزرعون هنا ليحموا أمانة الدفاع عن الحرم الإبراهيمي خاصة أنها المنطقة التي تعتبر منطقة المواجهة الأولى بعد القدس والأقصى، فهذا التراب ترابنا والأرض أرضنا والاحتلال زائل لا محالة".
وعبرت المدرسة راجحة القاضي عن بالغ الأهمية لوجود رياض أطفال في شارع الشهداء المستهدف من الاحتلال الإسرائيلي، قائلة:" وجود الروضة شيء كبير ومهم لهذه المنطقة، خاصة أنه لا يوجد بها روضة، والأطفال يتعرضون لمشاكل واعتداءات لما يذهبوا لروضات خارج المنطقة، فنحن نخاف على أطفالنا من المستوطنين، وهذه الروضة تقلل نسبة الاعتداءات لأنهم يكونون بيننا وأمام أعيننا".
في ذات السياق قال المواطن مفيد الشرباتي أن وجود الروضة يعمل على تعزيز أهل المنطقة وصمودهم،"ويوفر على السكان عناء الأطفال وصولهم للروضات، وهناك أطفال لم يسجلوا في الروضات بسب اعتداءات المستوطنين، ناهيك عن المعاناة من المطر، أما بهذه الصورة فنحن دائما موجودين بقربهم لأنهم بيننا".
من جانبه شدد رئيس هيئة الجدار والاستيطان زياد أبو عين على أن ايجاد روضة شارع الشهداء هي نوع من الخدمات والتحدي للاستيطان،" هذه رسالة واضحة للمستوطنين بأن الأيام اقتربت لرحيلهم من أرضنا، ونحن سنعزز المقاومة الشعبية والجماهيرية والعمل في مساعدة الأهالي في المنطقة بتصديهم للاحتلال وإعادة إعمار المنطقة".
وختم أبو عين حديثه :"نحن سندخل في اشتباك كامل قانوني وسياسي ودبلوماسي على الأرض دعما وإسنادا من أجل إزالة كل هذا الاحتلال الجاثم على أرض الخليل".