نظام تقشّف نمساوي

2014-12-15 09:35:00

رام الله-رايــة:

ابتكر النظام الغذائيّ Viva Mayr طبيبٌ نمساويّ منذ حواليّ قرنٍ من الزمن. إنّه علاجٌ يعد بصحّةٍ أفضل، طاقةٍ أكبر، وشبابٍ متجدّد، اتّبعه العديد من المشاهير من كافّة أنحاء العالم، فلمَ لا تجرّبينه؟
من المصمّم Alber Elbaz، إلى المغنّية Rita Ora، إلى الثنائيّ Poutine. ولكن عمَّ يبحث الناس في مركز Viva Mayr للمداولة الطبيعيّة، ذلك المركز القديم نوعاً ما، القائم في جبال الألب، جنوبيّ النمسا؟ إنّهم لا يبحثون حتماً عن آخر ابتكار في علاجات التنحيف، لأنّ هذا النظام ابتكره الطبيب Franz Xaver Mayr منذ زمنٍ بعيد، بهدف معالجة الأمراض التي نعاني منها في حياتنا العصريّة: القولون العصبيّ، الاكتئاب، ارتفاع ضغط الدم، آلام الظهر، الوزن الزائد، التعب المزمن... وكان هذا الطبيب يعتبر أنّ كلّ مرضٍ تقريباً يرتبط بخللٍ وظيفيّ في الجهاز الهضميّ. الحلّ لا يكمن إذاً في تناول الطعام الجيّد فحسب، بل بتناوله في الوقت المناسب وتحضيره كما يجب.

الخبر السارّ هو ألّا حاجة إلى العزلة في أعماق جبال Carinthie للتمتّع بفوائد هذا النظام الغذائيّ، كما هو معروفٌ في الفلسفة، بل من الممكن اتّباعه في المنزل شرط الالتزام به بشكلٍ صارم. وفي صلب عمليّة الإصلاح الغذائيّ، يتمّ التخلّص من السموم في الجسم، عبر إراحة الأمعاء لتستعيد قدرتها الطبيعيّة على الامتصاص والتخلّص من الشوائب.

يقول الطبيب Harald Stossier، المسؤول عن القسم الطبيّ لدى Viva Mayr، إنّ مساحة الامتصاص في الأمعاء تبلغ 400 متر مربّع أيْ ما يساوي مساحة ملعب كرة المضرب. وتقضي المرحلة الأولى من العلاج، بتنظيف الأمعاء مع تناول مياهٍ تحتوي على كبريتات المغنيسيوم، كلّ صباح ولمدّة أسبوع. وعلى الرغم من مذاقها السيّء، فإنّ تأثير هذه الجرعة فعّال تماماً. ولاستكمال عمليّة تنشيط الأمعاء بطريقةٍ ناعمة، يُنصح بإجراء تدليكٍ ذاتيّ للبطن.

احترام التوازن المثاليّ
يكمن المستوى الآخر لهذا العلاج في اختيار الأطعمة:
قولي وداعاً للملح، السكّر والكحول ولا تتناولي سوى الموادّ الطازجة، والعضويّة إذا كان ذلك ممكناً.
يشمل هذا النظام الحبوب (الحنطة والحنطة السوداء)، الفاكهة والخضار، الأعشاب العطريّة، البيض، الحليب والأجبان من حليب الماعز أو الغنم، الأفوكادو، الحمّص، الزيوت المعصورة على البارد (الكتّان أو القنّب)، والغنيّة بالأوميغا 3.
ينبغي أن يحقّق تناول هذه الموادّ توازناً حمضيّاً قاعديّاً. ويحدّد الطبيب Stossier أنّ "الطعام المتوازن يفرض لكلّ ثلثين من الموادّ القلويّة (ثوم، أناناس، بروكولي...)، تناول ثلث من المنتجات الحمضيّة (السمك، اللّحمة، الجبنة، ثمار البحر...).
ولا ينبغي تناول البروتينات الحيوانيّة سوى يومٍ واحد كلّ يومين، كما يمنع تناول الطعام النيء بعد الساعة الرابعة بعد الظهر لتجنّب الاختمار المعويّ الذي يولّد السموم". لذا، لا يمكن تناول سوى الخضار المطهوّة على البخار أو حساء الخضار لوجبة العشاء.
أمّا كميّة الطعام المتناولة، فينبغي أن تكون محدودة ويجب المضغ بهدوء لحواليّ 40 مرّة. "وهذا يحفّز الهضم اللعابيّ السليم ويعطي الوقت للدماغ فيصدر شعوراً بالشبع".
وباتّباع المنطق نفسه، يدعو النظام الغذائيّ Viva Mayr إلى تناول الطعام وفق مواعيد ثابتة بعيداً عن تمرير أيّ أطعمة بين هذه الوجبات. إنّها عودةٌ شبه تأمليّة إلى القواعد الأساسيّة التي تعيد للجسم حقوقه وحيويّته، وللبشرة نضارتها، وللقامة رشاقتها.