كيف ستستقبل مؤسسات محافظة الخليل العاصفة "هدى"؟
الخليل- رايــة:
طه أبو حسين-
ساعات معدودة تفصلنا عن العاصفة الثلجية "هدى"، ومؤسسات كثيرة حكومية وأهلية وخاصة أعلنت حالة الطوارئ لاستقبالها، والمواطن الفلسطيني يستعد لها عبر تجهيزات مختلفة سيّما أنه واجه العام الماضي العاصفة الثلجية " أليكسا" التي تسببت بأضرار وخسائر فادحة خاصة في محافظة الخليل بسبب حصولها على حصة الأسد من الثلوج وبالتالي كانت الأضرار الكبيرة بمئات الملايين.
شبكة راية الاعلامية استطلعت آراء المواطنين في محافظة الخليل حول توقعاتهم بجاهزية واستعداد المؤسسات ذات العلاقة خاصة البلديات والدفاع المدني، وتباينت الآراء، حيث قالت المواطنة ميسرة صلاح " 28 عاما": أتوقع بأن يكون هناك تفاعل كبير على الاذاعات والوكالات الاعلامية المختلفة، ويكون هناك تحذيرات وتنبيهات شفوية أو كتابية قبل المنخفض اضافة للاجتماعات الطارئة، ولكن عند المنخفض لا يكون هناك تنفيذ لأي قرار سوى العطلة الرسمية لكافة المؤسسات والمدارس والجامعات".
وقال المواطن عامر القواسمي "48 عاما": "لا أتوقع الكثير من كافة الجهات المعنية بما يخص المنخفض القادم، واذا ما حصلت ثلجة كبيرة سيدفع ثمنها المواطن كما العام الماضي، وبصراحة بلدية الخليل لا تريد أن تدفع أموال للقطاع الخاص (أصحاب الجرافات)، ونحن للأسف بتنا في زمن يوجب على المواطن دفع ثمن كل شيء حتى لو كلف ذلك حياته، أما امكانيات الأجهزة الأمنية فشبه معدومة".
في حين اعتقدت المواطنة ايناس عيدة "31عاما": "حسبما رأينا العام الماضي فإن تلك المؤسسات لم تقصّر في تقديم خدماتها، بل بذلت جهودا رائعة في اعانة المواطنين وتقديم الخدمات ضمن قدراتها وامكانياتها. بل وتفوقت في أدائها على البلديات الاسرائيلية التي تختلف عنها بفارق كبير في الامكانيات".
أما المواطنة نورة عبد المهدي"34 عاما" فقالت: "أعتقد أن كافة الجهات المعنية لديها استعداد بما يساوي ما بين 2% الى 5%، فالامكانيات تكاد تكون معدومة وخير مثال تقطع الكهرباء بمجرد هبة ريح صغيرة. ومعظم هؤلاء لا يقومون بالاستعداد لفصل الشتاء من البداية بدليل فيضان الشوارع وعدم التنظيف المستمر لمناهل المياه، وشتوية صغيرة تجعل شارع عين سارة يفيض ولا تقوى على قطع الشارع أو حتى الوقوف على الأرصفة".
وأضافت نورة: "إن البلديات تضيع ميزانيتها بحفر الشوارع كل عام ولا يتم تخصيص موازنة البلدية لشراء المعدات الخاصة بفتح الشوارع المغلقة بالثلوج ولا يفتح شارع اذا لم يكن هناك مسؤول يسكن في ذلك المكان، وفي الثلجة الأخيرة أصحاب الجرافات هم الذين فتحوا الطرق وليس البلدية وهناك من كان يطلب 700 أو 800 شيكل لفتح باب بيته، فأنا لا أجد استعدادا حقيقيا بسبب قلة الامكانيات".
بدوره المدرس أمير الطردة " 28 عاما" قال :"حسب متابعتي للأخبار من خلال الإذاعات المحلية في العام الماضي كان واضحاً أن هناك حضور للمؤسسات ذات العلاقة في متابعة حالات الطوارئ المختلفة وتواصلها مع المواطنين، وفي اعتقادي بأنها ستكون جاهزة لمواجهة أي طارئ يحدث بسبب المنخفضات الجوية بشكل عام، ولكن لابد من إعادة تفقد المناطق التي تعرضت لمشاكل أكثر في الأعوام السابقة سواء الطرق أو الكهرباء وغير ذلك، وخاصة أن بعض المشاكل ما زالت موجودة".
أما المواطنة سوسن صالح "30 عاما" فقد توقعت: "لا أتوقع تقدما كبيرا عن ما رأيناه العام الماضي، وذلك لعدم الاهتمام بمحافظة الخليل من السلطات العليا واهمالهم لهذه المحافظة المهمة وعصب الاقتصاد الفلسطيني، ولكن هي تطورات بسيطة حسب خطط تلك المؤسسات ورؤيتها.
من جانبه المهندس محمد الزرو " 27 عاما" قال: "أنا لا أرى أي جديد في تعامل المؤسسات مع مثل هذه الظروف المستجدة والتي تتكرر ربما هذا العام، فالعام الماضي قامت مؤسساتنا بعدة اجتماعات وتخللها شرح للظروف التي حدثت وحصر الأضرار الناتجة الخ. لكن كل ذلك لم يثمر عن آلية جديدة للحد من المشكلة. فمثلا على صعيد عملي كمهندس حدث خلال العاصفة الماضية انهيارات لا حصر لها في البركسات ومظلات المحلات، وتستمر بلدية الخليل الى الآن بالنظام القديم وهو اهمال ترخيص البركسات وعدم ازالة مظلات المحلات التي تشكل خطرا على المواطنين، مع العلم الموضوع بسيط ولا يحتاج الى امكانيات".
وأضاف الزرو: "للأسف المؤسسات في الخليل متآكلة من الداخل ولا تستطيع ترميم نفسها، وأصحاب السيادة في هذه المؤسسات لا يرعون إلا مصالحهم الشخصية، وجاهزية المؤسسات الأخرى كالدفاع المدني أو الأشغال العامة لا أعلم عنها شيئا، لكن لا أظن أنهم يحملون أي جديد في طياتهم".
هدى باتت على الأبواب بعدما وصلت اشاراتها التي تفيد بحجم البرد والصقيع الذي تحمله بين جنباتها، ومحافظة الخليل بالتنسيق مع المؤسسات المختلفة أعلنت حالة الطوارئ التي ستدخل حيّز التفيذ صباح الثلاثاء، والمواطن يسأل: هل فعلاً ستكون المؤسسات ذات العلاقة على قدر المسؤولية في مواجهة العاصفة الثلجية "هدى" وتجنب ما كان وحصل مع " أليكسا"..؟!