نشامى الدفع الرباعي يسابقون العاصفة "هدى"
الخليل- رايــة:
طه أبو حسين- عند الشدائد تظهر معادن الناس؛ مقولة يُستشهد بها في الظروف القاسية عندما تضيق الحلقة على البعض ويأتي من يفكّ عقدتها، والعاصفة الثلجية الماضية " أليكسا" التي زارت البلاد أوقعت الكثير تحت شباكها، وكان العمل من مختلف المؤسسات ذات العلاقة في عشوائية واضحة لعدم توقعها وجاهزيتها، وفي ظلّ تلك الظروف الصعبة ظهر فريق الخليل للدفع الرباعي الذي شكّل مفتاح نجاة للكثير، من خلال قدرتهم على الوصول إلى الأماكن التي يعجز الكثير وصولها، فكان لزاما هذا العام التنسيق معهم من محافظة الخليل بكافة مؤسساتها ليكونوا ركيزة أساسية في التعامل مع العاصفة الثلجية "هدى".
استعداداً للعاصفة الثلجية فقد شكّلت محافظة الخليل غرفة عمليات مشتركة تضم كافة المؤسسات ذات العلاقة، وكان من بينها فريق الخليل للدفع الرباعي" النشامى"، وفي ذلك قال مدير الفريق عبيدة المحتسب لراية:"وضعنا خطط لتطوير الفريق، عملنا دورة إسعاف أولي، ووفرنا أجهزة الاتصال اللاسلكية، وتلقينا دورات في الدفاع المدني، ورتبنا من خلال ذلك آليات التواصل مع بعضنا من خلال جميع الشركاء، بالإضافة إلى أننا أصلا قمنا بعدة زيارات لمحافظ الخليل وقيادة المنطقة استعدادا للعاصفة الثلجية ولتجاوز المشاكل التي واجهتنا العام الماضي".
وأضاف المحتسب لراية:"توجهنا في اللحظات الأولى من المنخفض لمنطقة الحواور والخط الالتفافي وتمكنا من مساعدة عشرات السيارات، بالإضافة إلى مساعدة حافلة كبيرة تحمل سياح من روسيا متوجهين إلى النقب، قمنا بسحب الحافلة من بيت أمر ونقلها إلى منطقة الأمان لاستمرار طريقها للنقب، وبعد وصولها لمحطتها الأخيرة إتصل سائقها وقام بشكرنا على المساعدة".
وبيّن المحتسب أن عدد سيارات الدفع الرباعي " 40 سيارة" من الشباب الهواة بالإضافة إلى مرافق مع كل سائق جميعهم مدربين على قيادة تلك السيارة بالإضافة إلى دورات الإسعاف الأولي للتعامل مع أيّ حالة يتم إنقاذها، مؤكدا أن فريق الدفع الرباعي عمل على مدار الساعة في تقديم المساعدة لأهالي المحافظة، مثنياً على التزام المواطنين بالتعليمات التي قدمتها غرف الطوارئ وكافة المؤسسات ذات العلاقة.
بدوره قال عضو فريق الخليل للدفع الرباعي بشار الجنيدي :"أصبحنا نتعامل من خلال أجهزة الاتصال اللاسلكية التي سهلت علينا عملية التنقل والتنسيق فيما بيننا كفريق للتعامل مع كافة حالات الطوارئ التي تصلنا عبر غرفة العمليات المشتركة".
أما بخصوص التكاليف المالية، قال الجنيدي:" قسم منا إمكانياته جيدة، لكن الأغلب إمكانياته المالية على قدره، لكن حب الخير وخدمة أهلنا تدفعنا لتقديم كل ما نقوى عليه، ونحن لا نتقاضى أي مبلغ مالي من أي مواطن ولا بأي حال من الأحوال لأن عملنا تطوعي، لكن تكلفة سيارات الدفع الرباعي عالية، فقد تكفل نائب قائد المنطقة بتوفير وقود سياراتنا، وأيضا مستشفى الأهلي تكفل بتوفير وقود لكافة السيارات التي تعمل عنده، والبلدية أيضا استعدت، والمحافظة كذلك، لكن هناك شباب من أصحاب السيارات ترفض قبول أي شيء لأنهم يقولون بأن عملنا تطوعي خالص".
وتنوعت مهام ونشاط فريق الخليل للدفع الرباعي، من سحب السيارات العالقة بالثلج، وإيصال المساعدات لأصحابها، إضافة لنقل الأطباء والممرضين للمستشفيات وإعادتهم لمنازلهم، كما تكفل الفريق بنقل حوالي 170 مريض غسل الكلى كل حسب موعده ناهيك عن الحالات المرضية المفاجئة.
وختم الجنيدي :"رافقنا محافظ الخليل ورئيس البلدية لزيارة عدد من المناطق إضافة للبلدة القديمة التي غرقت بنسبة ما يتجاوز نصف المتر".
من جانبه أثنى محافظ الخليل كامل حميد على جهود فريق الدفع الرباعي مؤكدا على جهودهم الكبيرة التي كانت واضحة في نقل المرضى وإغاثة المتضررين في مختلف مناطق المحافظة".
وقال حميد أن نشامى فريق الدفع الرباعي كانوا الداعم الرئيس لكافة المؤسسات العاملة في إيصال المساعدات وتلبية نداءات المواطنين المستغيثة لإنقاذهم، مؤكدا على دورهم البارز في تجاوز العاصفة الثلجية بهذا المستوى من السلامة.