لماذا تتحول الخليل يوم الجمعة لـ"مكب نفايات"

2015-08-25 08:39:00

الخليل- رايــة:

طه أبو حسين
لماذا تتحول مدينة الخليل لـ"مكب نفايات" يوم الجمعة حتى صباح السبت، سؤال لطالما تردد على لسان المواطن، وفي رد البلدية على ذلك، أختصرت اجابتها بالوضع المالي الذي لا يسمح بأن تكون الخليل على مدار أيام الأسبوع نظيفة.

لخّص المواطن رامي عاشور مشكلة النفايات لـ"رايـة" في وصفه :"يوم الجمعة تكون مدينتي في حالة من الهدوء حتى منتصف النهار بسبب العطلة الرسمية لكافة مجالات الحياة ، ومن ضمنهم عطلة عمال النظافة مما يؤدي ذلك الى تراكماً واضحا للنفايات في شوارع المدينة عامة وفي حواريها خاصة، كما يؤدي التراكم لتصاعد الروائح الكريهة ومع حر الصيف تكون الروائح قد وصلت ذروتها ليصبح المرور من الشارع مكروها لدى المواطنين".

واستأنف عاشور وصفه لـ"رايــة":" عدا عن تلك الروائح والمنظر البشع واللاحضاري الذي يشوه مدينتنا الجميلة، كما يساهم تراكم النفايات في تزايد الحشرات والفئران وغيرها من الحيوانات مما يؤدي لإلحاق الضرر بالمواطنين".

وحول هذه الإشكالية بيّن رئيس قسم النفايات الصلبة في بلدية الخليل رائد الأشهب لـ"رايـة" أن :"يوم الجمعة هو يوم العطلة الأسبوعية الوحيد الذي يتلقاه عمال النظافة، بمعنى أنه لا يجاز أي يوم، حتى في العطل الرسمية والأعياد لا يأخذوا إجازات ".

وأضاف الأشهب :" يوم الجمعة نعمل فقط وسط المدينة، فيوم الجمعة تعمل حوالي 7 سيارات نفايات، وهناك جزء يتقاضى أجرة يوم إضافي وجزء آخر يأخذ إجازة في يوم آخر".

 وتابع "التكلفة السنوية للعمل في قسم النفايات الصلبة تتجاوز "16 مليون شيقل"، ما بين رواتب عمال وسائقين، والمحروقات والصيانة وأجور محطات الترحيل والمكب، وهذه إحصائية عام 2014"، مشيرا الى ان رسوم النفايات التي تم جمعها من المواطنين لنفس العام لم تتجاوز 3 مليون شيقل، بالتالي هناك عجز تقريبا 13 مليون شيقل.

وذكر الأشهب أن قسم النفايات الصلبة يحتوي 257 موظف، و 230 عامل نظافة من كنس شوارع وعمال سيارات النفايات، بالإضافة لـ 25 سائق ومراقب، إلى جانب 19 سيارة نفايات، و 3 سيارات لكنس الشوارع. مبينا :"تجمع يوميا ما مقداره 220 طن من النفايات، يتم تجمعها وترحيلها إما لمكب الفحص أو مكب نفايات المينيا".

في اطار المشكلة ذاتها تعاني وسط المدينة  شكل أكبر من أي نقطة أخرى من النفايات والتي تقول بلدية الخليل بلسان الأشهب أن لها خصوصية كونها منطقة تجارية، موضحا:" آلاف المحلات التجارية متواجدة بها، والمشكلة الأساسية في المنطقة عدم وجود حاويات للنفايات بشكل كاف، والمشكلة الأكبر أنه لا يوجد تعاون، فالمواطن والتاجر المنتج للنفايات لا يتعاون معنا، فدوره بأحيان كثيرة دور سلبي، فقبل سنتين أعطينا تعميما بأن لا يتم إخراج النفايات من المحال قبل السابعة مساء، وللأسف كانت الاستجابة ضعيفة جدا".

وقال المواطن روبين أبو اسنينه الذي يعمل كسائق مركبة عمومية في الخليل :" أنا إنسان أفتخر إن كانت الخليل أجمل مدينة في فلسطين، ولكن للأسف أصحاب المحلات التجارية بدل من وضعهم مستوعب للقمامة يرمون نفاياتهم في الشارع، وعمال التنظيف يتعبون بشكل كبير، ولكن قبل أن يكمل تنظيف الشارع المسؤول عنه يعود الشارع بقمامته لأن الجميع يرمي النفايات بشكل مستمر على الأرض".

واستطرد أبو اسنينه :"أرجو من المسؤولين عن الصحة والنظافة في بلدية الخليل أن يلزموا أصحاب المحال بوضع مستوعب للقمامة داخل محلاتهم، فالبلدية وضعت مستوعبات صغيرة، لكن للأسف دائما مليئة وتفرغ وتفيض على الأرض".

بخصوص امكانية مخالفة المستهترين بنظافة البلد ردّ رئيس قسم النفايات في بلدية الخليل رائد الأشهب :" المخالفات موجودة للتعديات على الشارع، لكن لا نستطيع أن نبقيها بشكل مستمر، فالأصل أن يكون هناك ثقافة، لان المخالفة لا قيمة لها إن لم يكن هناك تجاوب وتكاملية بين البلدية والتاجر، فهدفنا ليس المخالفة، الهدف هو المحافظة على المدينة".

وأوضح الأشهب أن العمل وسط البلد يكون على ثلاث فترات، الفترة الأولى من الساعة 6 صباحا حتى الثانية عشرة ظهرا، والفترة الثانية من الساعة الواحدة إلى السابعة مساء، والثالثة من الثامنة حتى يتم الانتهاء من تنظيف الشارع، مبينا أن ساعات العمل لعمال النظافة طويلة، فأحيانا يصل معدل الموظف للعمل إلى 12 ساعة متواصلة، وإذا فكرنا بإيجاد فترة عمل إضافية، فهذا يرهق ميزانية البلدية.

وفي لقاء مقتضب مع رئيس بلدية الخليل داود الزعتري قال لراية :" نعمل حاليا على إيجاد فريق عمل إضافي حتى يغطي 7 أيام في الأسبوع على مدار 24 ساعة".

بين غياب الأفق بإيجاد طاقم من عمال النظافة يوم الجمعة بسبب الوضع المالي الذي تحدث عنه رئيس قسم النفايات الصلبة وبين ما تحدث عنه رئيس البلدية بأن المشكلة قيض الدراسة تبقى رائحة ونظافة المدينة الإشارة الأولى والأخيرة على ما كان وسيكون.