"نون".. أول مقهى "للنساء فقط" في غزة

2015-09-22 04:33:00

 

غزة- رايــة:

سامح أبو دية-

لطالما ظلت المقاهي حكرا للرجال في قطاع غزة طوال السنين الماضية، الا أن احدى النساء الغزيات قررت أن توفر للمرأة خصوصية وراحة أكبر في المجتمع الغزي، بافتتاح أول مقهى خاص للنساء بغزة على غرار المقاهي المُخصصة للرجال والشُبان، يٌمنع استقبال الرجال فيه تحت أي ظروف.

"نون" مقهى نسائي بحت مكتوب على مدخله "للنساء فقط"، حيث لا مكان للرجل فيه، حتى أن جميع العاملات فيه شابات، اللواتي عبرن عن ارتياحهن في افتتاح أول مقهى مُخصص لهن في قطاع غزة، والأجمل أن المقهى يحتوي على متجر للحاجيات النسوية فقط، ما لاقى إعجاب الزائرات، وجعل الاقبال عليه كبير وغير متوقع.

صاحبة المقهى نداء مهنا "35 عاما" أوضحت أن الفكرة جاءت من منطلق أن الكثير من الفتيات في بعض الاحيان لا يجدن الخصوصية اللازمة ولا يستطعن التصرف بطبيعة وتلقائية في الاماكن المختلطة، وربما يلزم البنات احيانا أماكن خاصة بهن تلبي احتياجاتهن وتعطيهن القدر اللازم من الراحة والطمأنينة النفسية.

وتضيف مهنا في حديث لـ"رايــة": "لم نهدف بهذا المكان أبدا تشجيع منع اختلاط الجنسين، ولكننا نؤمن بأن كل من الشباب والبنات يحتاج في بعض الاحيان مساحة من الخصوصية، بعيدا عن أعين الطرف الاخر وفضوله".

وأكدت أن الاقبال كان جيدا وغير متوقع في الأيام الأولى لافتتاح المقهى وهذا دليل على اعجاب الناس بالفكرة ونجاحها، ولكن الكثير من الفتيات بحاجة لقليل من الجرأة لزيارة المقهى الذي يٌقدم العديد من الخدمات الأخرى فهو يحتوى على متجر لأغراض الفتيات المتنوعة من ملابس وعطور ومستحضرات التجميل.

ونوهت مديرة المقهى أن المكان يهتم بكل ما يخص المرأة من الناحية الجمالية والملابس والمكياج؛ اضافة لتقديم النصائح المدروسة في كل ما يخص المرأة، مضيفة: "وجود مقهى في نفس المكان نسعى من خلاله لراحة الفتاة، وأن تكون جالسة في مكان مرتاحة فيه وفي نفس الوقت يٌلبي احتياجاتها وكل ما يلزمها".

وأوضحت مهنا أنهم واجهوا بعض الانتقادات خلال تنفيذ الفكرة لاسيما أن المجتمع الغزي ذكوري بامتياز، معتبرة أن الموضوع أصبح عبارة عن تحدي لتلك الانتقادات خاصة وأن هناك تأييد كبير لإنشاء المقهى قائلة: "شعرت بأن بعض الفتيات استنجدوا بالفكرة ونسبة التأييد كانت الأكبر، وهذا يجعلنا نٌفكر بالتوسع".

ونوهت أنهم ليسوا ضد الطرف الآخر بتنفيذ تلك الفكرة الخاصة بالنساء، ولكن جاءت من منطلق البحث عن خصوصية أكثر.

فتاة من الزائرات أعربت عن سعادتها بوجود المقهى، مؤكدة أنه على الأقل يخلو من أعين الرجال التي قد تسبب بعض المشكلات في المقاهي المُختلطة المعروفة، فالمقهى النسائي يجعلهن يتحدثن بما يحلو لهم، دون أن يتعرضن لأحكام قاسية، وتدخلات في حريتهن.

وتضيف الفتاة العشرينية: "الفتاة في غزة تذهب للمقاهي والمطاعم المختلطة لترى الطرف الآخر، ولكن نحن الفتيات اللواتي لا نستطيع الذهاب لتلك الأماكن، بحاجة لمقهى خاص بنا نشعر فيه بالراحة والطمأنينة"، داعية النساء لزيارة المكان والتعرف عليه كونه مميزا.