هل يتغير الاسم من "هبة القدس" الى "هبة الخليل"؟
رام الله-رايــة:
داليا اللبدي- قد تبدو الاجابة على التساؤل محسومة اكثر بعد اخذ الخليل الحصة الاكبر من الشهداء منذ بداية اكتوبر حتى يومنا هذا، وخروج أصوات مفادها أن الخليل هي مركز "الانتفاضة".
28 شهيدا و600 اصابة منها 158 بالرصاص الحي و99 بالمطاط و59 بالضرب، و9 بالحروق، وعشرات الاصابات بالاختناق، كلها كانت في الخليل، من بين 80 شهيدا في مختلف محافظات الوطن.
عوامل عدة يرى فيها محللون أنها جعلت من الخليل المكان الاكثر توترا ومواجهة مع الاحتلال.
المحلل السياسي عادل شديد قال ان حالة احتكاك كبيرة ومباشرة يعيشها الفلسطينييون مع المستوطنين والاحتلال، في الخليل، هي التي دفعت باتجاه المواجهة المباشرة بين الطرفين، في ظل تزايد اعتداءات المستوطنين على المواطنين بحماية الجيش.
وأوضح شديد في حديثه لـ"رايــة"، ان "الخليل الاكثر تفاعلا مع القدس دينيا ومن جميع النواحي والدليل ان سكان القدس وبعض الشهداء ترجع اصولهم الى عائلات خليلية".
تاريخيا ايضا يؤكد شديد، ان ثورة البراق اول ما انعكست على الخليل، وكان من شهدائها "عطا الزير ومحمد جمجوم" اللذان اعدما في سجن عكا.
وأوضح الخبير في شؤون الاستيطان عبد الهادي حنتش، ان "الخليل لها مكانة خاصة لدى الاسرائيليين فهم يدعون ان هذه المدينة هي لهم وتابعة لهم".
وقال حنتش لـ"رايــة" ان البؤر الاستيطانية المتغلغلة في الخليل، شكلت عاملا ايضا في تصاعد المواجهة.
ووفق المتابعين لوضع الخليل فإن المدينة تشبه كثيرا مدينة القدس في وضعها الامر الذي جعلها الثانية بعد القدس في العمليات ضد الاحتلال، والاولى لاحقا كما يبدو.
ويقول الصحفي المقيم في الخليل طه ابو حسين: "المدينتان تعيشان ذات الوجع بعكس المحافظات الأخرى المحاطة بالاستيطان دون وسطها، وكما يقال لا يعرف المرّ إلا من تجرعه".
ويضيف أن الاحتلال هو المسبب للتوتر وتصاعد المواجهة لسعيه الدائم في السيطرة على الخليل القديمة (شارع الشهداء، تل الرميدة، والأحياء المحيطة بالمسجد الابراهيمي).
واعتبر طه، ان قتل الاحتلال للفتيات "الهشلمون والعسيلي وارشيد"، وهي خطوط حمراء بالنسبة لابناء الخليل دفع الى مزيد من التوتر، بحسب طه.
ويتفق عدد من المواطنين على ان الاحتلال يسعى لتهويد المدينة، كما في القدس.
وتقول احدى المواطنات "الاحتلال يسعى الى تهجيرنا من الخليل لانجاز مخططاته ويجبرنا على الخروج من المدينة والبلدة القديمة ولكننا سنبقى صامدون على ارضنا مهما يحدث".