«ديدبول» ممنوع من العرض في الصين
رام الله-رايــة:
رغم تحقيق الكليب الدعائي الأول للفيلم الأميركي «ديدبول» (Deadpool) لمشاهدات عالية تجاوزت حاجز 16 مليوناً على موقع يوتيوب، إلا أن الفيلم بدا متعثراً في أولى خطواته، وذلك بعد إعلان الصين عن نيتها منعه من العرض في صالاتها، لتخسر بذلك «مارفيل كوميكس» الشركة المنتجة للفيلم، ثاني أكبر أسواق السينما في العالم، حيث اعتادت شركات الإنتاج تعليق آمالها على الصين لتحقيق إيرادات عالية في أفلامها، في وقت اجمعت التوقعات أن يكون العنف المفرط هو السبب الذي يقف وراء المنع.
الفيلم الذي يلعب بطولته ريان رينولدز، مورينا بكارين، جينا كرانو، ايد سكرين، تيلور هاكسون، تدور أحداثه حول وايد ويلسون (الممثل ريان رينولدز) الذي كان يعمل سابقاً في القوات الخاصة، ولكنه سرعان ما تحول إلى مرتزق ومنح لنفسه اسم (ديدبول) بعد تعرضه إلى تجربة قاسية أكسبته مهارات عالية مثل القدرة على إعادة شفاء نفسه، ليخرج (ديدبول) إلى الشارع متسلحاً بمهاراته الخارقة بغية الانتقام من الرجل الذي دمر حياته.
وقع الصاعقة
حتى الآن لم يعرض الفيلم في الولايات المتحدة، التي ستفتح أبواب صالاتها أمامه في 12 فبراير المقبل، إلا أن خبر منع الصين له، وقع كالصاعقة على رأس الشركة المنتجة له، ففي الوقت الذي اختلفت فيه التحليلات حول سبب المنع، ذهبت معظم التقارير ناحية «كمية العنف» التي يتضمنها الفيلم.
وأفاد موقع سينما بلند في تقرير له، بأن معظم دول العالم تطبق سياسة التصنيف العمري في الأفلام، والتي تتيح لها تصنيف الفيلم بحسب السن المسموح له بمشاهدته، وقال الموقع: «الصين لا تعمل بهذا النظام، وبالتالي اذا كان الفيلم لا يناسب جميع الجماهير هناك فلا يتم السماح بعرضه».
وأضاف: «دوريات الكوميكس توضح طبيعة»ديدبول«العنيفة، وهو ما يشير إلى طبيعة المشاهد التي قد يتضمنها الفيلم، والتي لا تتناسب مع طبيعة القيود المفروضة على دور السينما الصينية».
تحرير
ظهور «ديدبول» على الساحة، يعني اضافة شخصية جديدة لعالم «الأبطال الخارقون» الذين حررتهم هوليوود من قيود صفحات الكوميكس، الا أن تحرير «ديدبول» جاء مصحوباً بصعوبات جمة، ووفقاً لمجلة هوليوود ريبورتر الأميركية، فإن شركة مارفيل كوميكس لن تتمكن من تمرير هذا الفيلم في الصين من دون الاضطرار لإخضاعه لعملية صياغة كاملة، وقالت المجلة ان هذه العملية يجب أن تبدأ من القصة، التي من شأنها تخفيض نسبة العنف الموجودة في الفيلم.
وأضافت: «في حالة عدم قيام الشركة بتعديل الفيلم، فإن التوقعات بمنعه لن تكون قاصرة على الصين فقط، وإنما قد تصل إلى أسواق أخرى، مثل الهند، التي لا يمكن لها أن تتقبل العنف المفرط الذي قد يتضمنه الفيلم»، مشيرة إلى أن حصول الفيلم على تصنيفي (R) سيكون صعباً للغاية في دول أخرى، والتي قد توافق على عرضه ضمن شروط معينة.
نجاح واسع
من الصعب تخيل كمية الخسارة التي ستتحملها شركة فوكس تونتي سينتشري في حالة منع الصين لهذا الفيلم، وبحسب موقع سينما بلند، فإن أفلام «الأبطال الخارقون» عادة ما تحقق نجاحاً واسعاً في الصين، ضارباً مثلاً في فيلم «انت مان» (الرجل النملة) الذي جمع أكثر من 100 مليون دولار على شباك التذاكر الصيني، بالرغم من كونه أصغر بكثير من فيلم «ديدبول» الذي يتولى اخراجه تيم ميلر، فيما تولى ريت رييس وباول ويرنيك تأليف سيناريو الفيلم.
يذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي تقوم فيها الصين بمنع أفلام أميركية من العرض، فقد سبق وأن منعت فيلم «افاتار» من العرض عام 2009، بحجة الضرر الذي قد يسببه للإنتاج السينمائي المحلي.
تقارير
تشير التقارير إلى أن الأفلام التي اعتمدت على كتب مارفيل كوميكس، استطاعت أن تحقق إيرادات كبيرة في الصين، ولعل أبرزها الجزء الثاني من سلسلة «افنجرز» الذي تجاوزت إيراداته حاجز 240 مليون دولار، وكذلك فيلم «حراس المجرة» الذي تجاوزت إيراداته 96 مليون دولار.