يوسف من رحم أمه لسلة الكرات فالصدارة العالمية

الخليل- رايــة:
طه أبو حسين
ما خطه القدر تعجز عن محوه الأصابع، مقولة وإن آمن بها كامل دوفش ، إلا أنه حاول التأثير باتجاهها على الأقل، فقبل أكثر من خمس سنوات، وقعت حادثة غير متوقعة في قسم الولادة بمستشفى الهلال الأحمر الفلسطيني بمدينة الخليل أثارت ضحك واستغراب الأطباء والممرضين هناك، بعدما قام كامل بوضع مولوده (يوسف) في سلة مليئة بكرات تنس الطاولة لحظة ولادته!!.
ذلك الضحك والاستغراب الذي ملء غرفة الولادة حيث التقط يوسف أول أنفاسه، جعلت الأطباء يسألون والده عن هذه الخطوة التي لم يجدوا لها تبريراً، فكان ردّه مختصراً وواضحاً "هذه الصورة ستكون ذكرى لكم بعد خمس سنوات، لأن يوسف سيكون بطلاً عالميا".
"يوسف مستقبله بطل عالم فقط، وأنا طول عمري أحلم بأن يأتيني ولد لأصنع منه بطل عالم، ويوم ولادته، توجهت للمستشفى ومعي سلة كرات فيها 500 كرة، فوضعته فيها، لتكون شاهدا على المستقبل القريب" قال والد يوسف.
الطفل الأسطورة (يوسف) يحمل من اسمه كثير السمات مذ وضعته أمه، فبعد عامين من ولادته كان يتقن لعبة تنس الطاولة، ثم بدأ يحترف اللعبة بشكل ساعده على المنافسة العالمية.
يوسف لم يكمل السادسة من عمره بعد، وما زال في صفوف رياض الأطفال، ويتوقع التحاقه بالمدرسة خلال العام الدراسي القادم، غير أنه خاض منافسات دولية جعلت منه أنموذجاً يدرس في المدارس العالمية للعبة تنس الطاولة.
"بدأت اللعب لما كان عمري سنتين، وأنا أخذت كؤوس وميداليات (بلاوي)_كثيرة_ ولعبت في كل الوطن، ولعبت في لبنان والبحرين والأردن وشاركت في مسابقات كثيرة" قال الطفل يوسف.
مع أن يوسف صغير غير أنه يملك لساناً محترفاً تماماً كاحترافه لعبة تنس الطاولة " أنا ألعب التنس موهبة، أبي علمنا التنس، كلنا أبطال العالم، لكن أنا (أشطر) من بابا".
والد يوسف، كامل دوفش، لاعب المنتخب الفلسطيني سابقاً، ومدرب المنتخب الوطني حالياً يقول :" لدي خمس أولاد، بنتين وثلاثة أولاد، جميعهم لاعبوا وأبطال تنس طاولة، أصغرهم يوسف، دخل موسوعة غينتس".
" يوسف استدعي لافتتاح بطولة العالم في البحرين وتوّج بها بطلاً، استدعي لبرنامج المواهب في لبنان، استدعي لافتتاح بطولة دولية في الأردن، وهو اصغر لاعب عالمي في العالم، وله عدة مشاركات دولية قادمة، وعمره خمس سنوات ونصف فقط".
"أنا رسمت في رأسي أن أرى يوسف بطلاً، والحمد لله نجحت، فمنذ كان عمره عامين كان يتقن اللعب" قال دوفش.
يعتبر دوفش أن سرّ وصوله وعائلته في تنس الطاولة تحدي الظروف الصعبة " لكن انا لن أبقى طويلا هكذا، فتنتظرنا صفقات مهمة وخاصة للطفل الصغير يوسف، ممكن أن يأتيه تبني من الدول الأوروبية الخارجية، وتقريبا هناك اتفاق مع عدة دول، ألمانيا بطلة العالم تدرس عن يوسف، والصين كذلك عن يوسف ولعبه".
كامل دوفش عاشق للعبة تنس الطاولة " أنا أحب اللعبة، لعبت في منتخبات عربية ومحلية، أشعر أن هذه اللعبة مظلومة عربيا وعالميا، فانا لعبت على الساحة الفلسطينية، وأثبت لفلسطين والعرب أن فلسطين قادرة على إخراج مواهب عظيمة، وقادرة على إخراج أصغر لاعب في العالم، وقادر على المنافسة العالمية والحصول على ميداليات ذهبية، فرغم كل الصعوبات أثبتنا وجودنا على كل الساحات المحلية والعربية والعالمية".
عائلة دوفش من صغيرها حتى كبيرها مهووسين بتنس الطاولة، وجميع أفراد الأسرة حاصلين على بطولات سواء محلية أو عربية وعالمية كما يقول كامل "حسام ابني الأكبر لاعب دولي ويشارك في كل بطولات العالم، حنين بطلة الجامعات وفلسطين على مدار ثلاث سنوات، سارة بطلة فلسطين لسنتين، محمد لاعب المنتخب الوطني، ويوسف أصغر لاعب عالمي".