المجهول يحدق بمستقبل طلبة جامعة الأقصى!

2017-02-19 06:56:00

غزة – راية
سامح أبو دية

لا تزال جامعة الأقصى الحكومية بغزة تعاني من حالة عدم الاستقرار، وتعيش أزمة تتعمق وتتفاقم يوما بعد يوم، في ظل اتهامات متبادلة بين وزارة التربية والتعليم في غزة ونظيرتها برام الله.

وبدأت أزمة "كبرى الجامعات الفلسطينية" بالبروز على السطح بعد استقالة رئيسها د. علي أبو زهري مطلع يوليو 2015 وتعيين آخر من قبل الوزارة بغزة دون الرجوع للوزير صبري صيدم، لتبدأ بعد ذلك أزمة باتت تهدد مستقبل أكثر من 26 ألف طالب وطالبة، بعد سلسلة من المناكفات بين شقي الأزمة.

عوائل خريجي الثانوية العامة، كانوا سابقاً يهرولون لقاعة القبول والتسجيل في الجامعة لضمان مقعد مُبكر لابنهم أو ابنتهم قبل امتلاء المقاعد المُتاحة، إلا أن هذه الصورة باتت من الماضي.

مصادر مطلعة داخل حرم الجامعة أكدت لمراسلنا، أن أرقام الطلبة التي أضيفت لسجلات الجامعة مع بداية العام الدراسي الجاري، ضئيلة جداً مقارنة بحجم الإقبال التي كانت تشهده "سنوات التوافق".



"أيام الأزمة" أطاحت بسنوات التوافق أرضاً، فحتى الطلبة القدامى الذين استقبلتهم الجامعة تحت ظل رئيسها الذي كان يعترف به فرعي الوزارة بأنه "شرعي"، أضحوا دُمية تحركها أقلام المسؤولين في سبيل الحصول على شهادة مُوقعة بعلامة الاعتراف الرسمي.

وأعلن صبري صيدم وزير التربية والتعليم، إن وزارته لن تعترف بجميع شهادات طلبة الجامعة الجُدد وحتى القدامى، إلا في حال كانت مُصدقة من قبل د. كمال الشرافي الذي عينه صيدم رئيساً مؤقتاً للأقصى.

الوزارة بغزة، رفضت قيام الشرافي بتصديق الشهادات، مُدعمة رفضها بأن القانون لا يسمح بازدواجية الوظيفة في الدوائر الحكومية؛ كون الشرافي يشغل منصب رئيس مجلس أمناء الجامعة.

وفي أحاديث منفصلة مع طلبة من فئات الجامعة كافة "الجدد والقدامى والخريجين"، اعتبروا أن سيل الاتهامات بين غزة ورام الله ما هو الا لعب في مصيرهم، في الوقت الذي يؤكد فيه بعضهم أن الأزمة سياسية.

وطالبوا خلال حديثهم لمراسلنا بإبعادهم عن المناكفات السياسية ووضع مستقبل أكثر من 26 ألف طالب أمام أعينهم، اضافة لحل مشكلتهم في أقرب وقت؛ للانطلاق نحو تحقيق أمنياتهم العملية.

آخر ما وصلت إليه الأزمة، أن رئيس أمناء جامعة الأقصى د. الشرافي قال إن وزير التربية والتعليم د. صبري صيدم أصدر قرارا بتوقيع الشرافي على الشهادات الجامعية لطلبة الأقصى القدامى، الا أن الوزارة بغزة رفضت ذلك وخرجت بعدم الموافقة على ذلك القرار.

وقال الشرافي: "تم التوقيع بالفعل على مجموعة من الشهادات، وسيتم استكمال تلك الإجراءات، وذلك بقرار من الوزير".

وأشار إلى أن آلية التوقيع تتم عبر توجه الطالب لإدارة الجامعة لاستخراج شهادة جامعية جديدة بالمواصفات المطلوبة، مضيفا أن ذلك يأتي حرصا منهم على مصلحة الطلبة الخريجين وتأكيدا على الاهتمام بإيجاد حل نهائي للأزمة.



أما القائم بأعمال رئيس  جامعة الأقصى المعين من قبل الوزارة بغزة د. محمد رضوان، فقد صرح بأن أي شهادة سيتم توقيعها من الشرافي والمصادقة عليها من رام الله لن يتم تصديقها من غزة، مضيفا "من لا يريد السفر والخروج من غزة بإمكانه الحصول علي شهادته بشكل طبيعي موقعة من د. محمد رضوان".

وأضاف رضوان أن أي طالب يحتاج لتوقيع شهادته الجامعية من د. كمال الشرافي بإمكانه التوجه للجامعة وتقديم طلب استصدار شهادة.

وأشار رضوان الى أنه تم التواصل مع رئيس مجلس الأمناء د. كمال الشرافي وإبلاغه أن لا مشكلة لدينا بتوقيعه علي شهادات الطلبة ليتم تصديقها من طرف الوزارة في رام الله .

وتابع أن هناك خلافات متبادلة بين وزارة التعليم بغزة ورام الله بعدم اعتراف رام الله بشهادات وقعت من رضوان، وعدم اعتراف غزة بشهادات وقعت من الشرافي.

وأوضح رضوان أن هذا القرار جاء للتخفيف عن الطلبة وعدم وضع أيا عائق أمام أي طالب يريد الحصول علي منحة للدراسة في الخارج، وتحييد الطلبة أزمة الخلافات السياسية القائمة.