حديث مرتبك بين شهيدين

2017-04-18 03:29:00

في مكان ما تجلس الآن روح عرفات جرادات.. آخر شهداء الحركة الأسيرة في سجن مجدو، مع روح عبد القادر أبو الفحم أول شهداء الحركة الأسيرة 11-7-1970 - سجن عسقلان:

عبد القادر لعرفات:

- أفي أقبية التحقيق استشهدت يا رفيقي أم في إضراب عن الطعام مثلي؟

-استشهدت في أقبية التحقيق يا رفيقي.

-وكيف هو شعبنا يا عرفات؟

- مثل ريح لا تتوقف عن هبوب ومثل شجرة لا تعتذر عن ثمر.

- وكيف هي حركتنا الوطنية التي تقود غضب شعبنا؟

سكت عرفات مرتبكاً، ولم يُجب، حفاظاً على كرامة ومشاعر عبد القادر، فقد خشي من أن يضطر الى الحديث عن (السلطة) تلك الكلمة الغريبة التي لن يفهمها عبد القادر أبداً، وسيطالب بتفاصيل عن معناها بالضبط وعن أسباب وجودها، وكيف سيصدقني حين أحدثه عن استمرار وجود أسرى في سجون الاحتلال مع وجود سلطة وطنية؟

غادر عرفات المكان متحججاً بنُعاس ثقيل يأكله.

ولم يفهم أول شهداء الحركة الأسيرة سبب المغادرة المفاجئة لآخر شهدائها، لكنه ظل سعيداً لأن الريح ما زالت تهب ولأن الشجر ما زال يُثمر.