السلطة تعيد الخيارات ذاتها.. هل فقدت البدائل؟

2018-05-16 09:56:02

خاص-رايـة:

في كل رد فلسطيني على اي تصعيد اسرائيلي او ازمة سياسية جديدة، تخرج القيادة بذات الاسلوب والقرار وهو التوقيع على الانضمام الى معاهدات واتفاقيات جديدة فهل فقدت السلطة البدائل والحلول؟، والى اي مدى ستحرج تلك الاتفاقيات اسرائيل التي لا تلتزم اصلا بقرارات الشرعية الدولية؟.

المراقبون والمتابعون للشأن الفلسطيني يدركون بان السلطة فقدت قدرتها على اجتراح خيارات وبدائل اخرى للتعامل مع اي ازمة سياسية جديدة، وان حديثها عن امتلاكها استراتيجيات بديلة للرد، تذهب بخلاف ذلك، وهو ما بات واضحا من خلال سياساتها وممارساتها القائمة على الارض.

فعقب مجزرة الاحتلال الاخيرة في غزة ونقل السفارة الامريكية الى القدس وهو الحدث غير المسبوق منذ ان رمى الفلسطينيون جميع كراتهم في ساحة المفاوضات، خرجت القيادة من اجتماعها الطارئ الذي عقدته الاثنين بالرد والقرار التالي: "الانضمام الى عدد من المعاهدات الدولية، وإحالة ملف الاستيطان الي الجنائية الدولية" فإلى اي مدى يناسب هذا الرد مع حجم المجزرة التي ارتكبها الاحتلال في غزة ونقل السفارة الامريكية، والاعتراف في القدس عاصمة لاسرائيل.

عضو المجلس الوطني نبيل عمرو اعتبر ان اي تحرك خارجي دون ان يكون مسنودا بارضية داخلية صلبة (يزول فيها الانقسام وتعمل فيها المؤسسات وتعزز قيم الديمقراطية والشفافية)، يبقى عرضة للتلاشي في اي وقت ويكون مردوده ضعيفا، داعياً لتمكين الوضع الداخلي بغية استثمار كل الاوراق الخارجية.

وفي الوقت ذاته اكد عمرو لـ "راية" على ضرورة استخدام كافة الاوراق على جميع الاصعدة في هذا الصراع غير المتكافئ مع الاحتلال خاصة بعد الانحياز والاندماج الامريكي الاخير في المواقف الاسرائيلية، داعيا الى البحث عن طرق عديدة لتعزيز التحالفات الخارجية وتطويرها.

ولفت عمرو الى تطور مهم طرأ على صعيد التضامن الدولي مع الوضع الفلسطيني صنعته مسيرات غزة ومجزرة الاحتلال التي ارتكبها بحق المتظاهرين السلميين، خاصة فيما يتعلق بموقف دول الاتحاد الاوربي ومطالبتها بفتح تحقيق مستقل في الاحداث بغزة. وطالب عمرو السفارات الفلسطينية في الخارج بالتحرك النشط لتطوير وتفعيل هذا التضامن الدولي.

وعن ضعف المشاركة الشعبية في المسيرات والفعاليات الي اقيمت في الضفة، انتقد عمرو الفصائل التي لم تنجح في تنظيم مسيرات وتظاهرات ترتقي لمستوى احياء الذكرى السبعين للنكبة وتتناغم مع مجزرة غزة.

وقال عمرو: "الفصائل عبء وليست ميزة، وممثلوها يريدون ان يحتفظوا في عضوية دائمة باللجنة التنفيذية (..) امنوا مقاعد ثابتة في القيادة يجلسون فيها الى يوم الدين"، على حد قوله.

وكان أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات قال إن الرئيس محمود عباس وقع، مساء امس، على صك انضمام فلسطين لعدد من الوكالات الدولية، كما استدعى رئيس مكتب بعثة منظمة التحرير في واشنطن السفير حسام زملط، فيما تم التوقيع على الاحالة الرسمية للمحكمة الجنائية الدولية مطالبا المجلس القضائي والمدعية العامة بفتح تحقيق قضائي مع المسؤولين الإسرائيليين حول الجرائم المرتكبة بحق الفلسطينيين.