في غزة.. عيد الأضحى بلا أضاحي

2018-08-15 11:49:21

غزة – راية: سامح أبو دية

يستعد الغزيون لاستقبال عيد الأضحى المبارك هذا العام وسط انخفاض حاد جدا وغير مسبوق في بيع وشراء الأضاحي، في ظل الأزمات التي تعصف بقطاع غزة، نتيجة الحصار الإسرائيلي وانهيار الاقتصاد.

ويصادف عيد الأضحى المبارك يوم الثلاثاء الحادي والعشرين من شهر أغسطس الجاري، وفيه يذبح المواطنون المواشي ليكون موسم رزق لأصحاب المزارع واللحامين والتجار.

تجهيزات واستعدادات المزارعين وتجار المواشي لموسمهم المُحبب والمُفضل، لم تؤت ثمارها، بل خابت ظنونهم، ويتوقعون أن يتكبدوا خسائر فادحة بسبب ضعف الاقبال على شراء الأضاحي، وذلك لعدة أسباب.

ارتفاع أسعار المواشي هذا العام مقارنة بالعام السابق؛ لم يكن السبب الرئيس لضعف الإقبال على شراء الأضاحي رغم توفرها بالكامل، فهناك أسباب عديدة أهمها: "تردي الأوضاع الاقتصادية للمواطنين وضعف السيولة وأزمة انقطاع التيار الكهربائي".

داخل مزرعته شمال غزة؛ يقف التاجر أبو العبد البلعاوي متفرجا على العجول والأغنام، في مشهد يؤكد حالة الركود وضعف الاقبال على الشراء، رغم توفر جميع الأنواع.

غزة تحتاج من العجول والماشية هذا العام 8 آلاف رأس فقط

يقول أبو العبد لـ "راية": "انخفض الإقبال هذا العام الى 20% فقط، وهو أسوأ من العام الماضي 2017 الذي وصل الى النصف تقريبا"، مشيرا الى أنه بالكاد قد باع 25 رأس عجل هذا الموسم في حين كان معدل بيعه يصل الى 120 رأسا.

وأكد أنه كغيره من التجار، يواجهون خسائر جديدة هذا الموسم، نظرا الى أنهم يدفعون الكثير من المصاريف التشغيلية المختلفة، الأمر الذي أدى لتراجع كميات استيراد العجول والمواشي عبر معبر كرم أبو سالم مقارنة بالأعوام السابقة.

شادي النجار الذي يعمل في ذبح العجول والأبقار في البيوت منذ سنوات، أكد أن عمله تراجع بشكل ملحوظ، يقول: "في السنوات السابقة كنت اعمل على ذبح ما لا يقل عن 50 رأسا في بيوت المضحين خلال عيد الأضحى، فضلا عن أعمال الذبح التي تشرف عليها الجمعيات".

ويشير النجار في حديث لـ "راية"، الى أن موسم عيد الأضحى الذي بات على الأبواب؛ لم يشهد أي حجز لديه حتى الآن لذبح المواشي في البيوت، نظرا لتراجع الاقبال على الشراء في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة في قطاع غزة، وارتفاع الأسعار.

وعلى عكس الأعوام الماضية، لم يتمكن الحاج نمر المقوسي من توفير ثمن الأضحية بعد أن كان يؤدي تلك السُنة النبوية طيلة سنوات حياته، وذلك بسبب تردي الأوضاع المعيشية التي غزت معظم بيوت الغزيين.

احتياج قطاع غزة من الأغنام هذا الموسم يبلغ 20 ألف رأس فقط

الحاج المقوسي يقف متفرجا بكل حسرة؛ على العجول والمواشي داخل المزرعة التي كان يزورها في كل عام لحجز أضحيته، يقول: "قبل عامين كنت أضحى بعجل كامل بمفردي، أما الآن ونتيجة للظروف الصعبة أصبحت لا أستطيع توفير قوت واحتياجات أسرتي".

من جهته، وصف طاهر أبو حمد مدير دائرة الانتاج الحيواني في وزارة الزراعة بغزة، الموسم الحالي بأنه "الأصعب على الاطلاق"، مشيرا الى أن هناك تراجعا واضحا من المقدمين على الأضاحي هذا العام.

وأوضح أبو حمد لـ "راية"، أن التراجع يعود لعدة أسباب منها: "ارتفاع الأسعار والوضع الاقتصادي الذي يعيشه سكان القطاع، وتراجع مستوى دخل الفرد، بالإضافة الى تفاقم أزمة الكهرباء حيث تؤثر على وسائل حفظ اللحوم".