عليان لراية: الاحتلال يحول المخيمات إلى بيئة طاردة لطمس الذاكرة الفلسطينية
في ظل التصعيد الإسرائيلي المتواصل، تشهد المخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية عمليات تهجير واسعة النطاق، وسط صمت دولي وتجاهل لمعاناة آلاف النازحين. مخيمات طولكرم، نور شمس، وجنين باتت عنوانًا لمعاناة إنسانية متواصلة، في وقت تحذر فيه الجهات الرسمية من مخطط إسرائيلي خطير يستهدف إنهاء رمزية المخيمات وشطب حق العودة.
وفي حديث خاص لــ"رايــة"، استعرض محمد عليان، مدير عام الإدارة العامة للعمل في المخيمات الفلسطينية بدائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير الفلسطينية، تفاصيل الأزمة المتفاقمة والجهود المبذولة رغم شُح الإمكانيات.
وقال عليان: "لا بد أن نتحدث أولاً أن المخيمات الفلسطينية، كما هو الحال في غزة وسائر المناطق الفلسطينية، تتعرض لإجرام احتلالي إسرائيلي ممنهج يهدف إلى التهجير القسري، وفرض أمر واقع جديد على الفلسطينيين. ما نشهده اليوم هو استمرار لهذا المخطط الخطير عبر القتل والتدمير والتجويع."
وأضاف عليان: "نتابع عن كثب ما يجري في المخيمات، خصوصًا جنين، طولكرم، ونور شمس، حيث تم هدم أو إحراق مئات المنازل خلال الأيام الماضية، ما أدى إلى تهجير المئات من العائلات. الاحتلال يسعى لتحويل المخيمات إلى بيئة طاردة، وطمس ذاكرتها النضالية، وهذا يُعد استهدافًا مباشرًا لقضية اللاجئين."
وتابع: "عدد كبير من العائلات النازحة يقيمون حاليًا في مراكز إيواء، أو استأجروا منازل، أو يسكنون عند أقاربهم. ونحن نحاول جاهدين أن نقدم الدعم من خلال دائرة شؤون اللاجئين، واللجان الشعبية، بالتعاون مع جهات مثل الأوتشا، جايكا، واللجنة الفنية للأعمال الطارئة."
وأكد عليان: "الاحتياجات ضخمة جدًا، والإمكانات شحيحة، خاصة في ظل الأزمة المالية الخانقة التي تعاني منها السلطة الوطنية. ما يتم تقديمه لا يكفي لتلبية الحد الأدنى من حاجات النازحين من الغذاء، السكن، الدواء، وحتى التعليم."
وعن نداءات الأهالي، قال: "نحن نُقدّر جيدًا حجم الألم، ونشعر بمعاناة الناس، ونطرق كل الأبواب الممكنة لتوفير الدعم، ونعمل بالتنسيق مع المؤسسات الرسمية والإنسانية. لكن أؤكد أن ما يقدم هو أقل من المطلوب."
وتعليقًا على سياسات الاحتلال المتواصلة في هدم المنازل، قال: "مع إعلان الاحتلال البقاء داخل هذه المخيمات حتى نهاية عام 2025، هناك مخاوف حقيقية من تدمير ممنهج. الاحتلال يحاول دمج المخيمات بالمدن، لإلغاء رمزية المخيمات، وإنهاء حق العودة."
واختتم عليان حديثه بالقول: "نقترب من ذكرى النكبة الـ77، والمخيمات ستبقى الشاهد الحي على النكبة وحق العودة. ما يجري هو محاولة لمسح الذاكرة النضالية، ودفع الفلسطينيين نحو البحث فقط عن لقمة العيش، ونسيان المطالب الوطنية. لكننا باقون، صامدون، ولن نتنازل عن حقوقنا."