خاص| د.ريم أبو حويج: مش كل مغرور نرجسي… وهذه علامات الشخصية النرجسية!

2025-05-14 12:27:34

في ظل ما يشهده المجتمع من تغيرات وضغوط نفسية متراكمة، يتزايد القلق من أنماط تربية قد تؤدي إلى بناء شخصيات نرجسية عند الأطفال، دون وعي الأهل بذلك.

و تحدثت الدكتورة ريم أبو حويج، الأخصائية والمعالجة النفسية، والمحاضرة في جامعة دار الكلمة في بيت لحم، عبر "رايــة" عن مفهوم النرجسية، وأسبابها، وأخطاء التربية التي قد تساهم في تكوين هذه الشخصية، وكيفية التعامل معها.

وقالت الدكتورة أبو حويج، إن "الصحة النفسية اليوم أصبحت ضرورة أساسية مثل الطعام والماء، في ظل ما نعيشه من أزمات ونكبات وضغوط لا تحتمل، لم تمر بها شعوب كثيرة في مثل هذا الزمان والمكان."

وأشارت إلى أن مفهوم النرجسية غالبًا ما يُساء استخدامه في وصف أي شخص لا يعجبنا، مؤكدة أن "الشخصية النرجسية ليست غرورًا أو حبًا للذات كما يتصور البعض، بل هي بناء دفاعي هش لحماية ذات مهزوزة في داخلها".

وأضافت: "في جوهر النرجسية شعور عميق بالعار والدونية، ما يدفع الشخص لتبني آليات دفاعية تُخفي هشاشته عبر البحث المستمر عن المديح، مع إهمال لاحتياجات الآخرين".

وأوضحت د. ريم أن اضطراب النرجسية نادر، رغم تزايده في المجتمعات الحديثة بسبب العولمة، وأنه لا يظهر من اللقاء الأول، بل يظهر في العلاقات الاجتماعية عبر الزمن.

وتابعت: "الشخص النرجسي غالبًا لا يمدح نفسه علنًا، لكنه يصنع بيئة تفرض على الآخرين مدحه، ويستصعب الشكر أو الاعتذار، ويرفض الاعتراف بحاجته للآخرين رغم اعتماده النفسي عليهم".

وأكدت أن هذا الرفض ناتج عن ضعف في الرقابة الذاتية والقدرة على رؤية العيوب والاعتراف بالأخطاء، وهو ما يميز هذه الشخصية.

وتطرقت إلى خطورة بعض أنماط التربية التي قد تساهم في تعزيز النرجسية لدى الأطفال، مثل: الحب المشروط بالإنجاز، أو تقييد الاهتمام بشكل يرتبط بأداء الطفل الأكاديمي أو مظهره، قائلة: "حين يبدأ الطفل في تلقي الحب فقط مقابل تفوقه أو مظهره، يتذوّت هذه الرسالة ويعتقد أنه لا يُستحق الحب إلا عند تحقيق النتائج".

وأضافت: "نحن لا نشخّص النرجسية عند الأطفال، ولكن بعض السلوكيات التربوية قد تؤسس لهذا الاضطراب لاحقًا".

وعن المقارنة بين الأبناء، أكدت د. ريم أن المقارنات السلبية تزرع في الطفل شعورًا بالهرمية والتمييز والغيرة بدلًا من تعزيز العلاقات الإنسانية السليمة.

وأشارت أيضًا إلى أن الدلال الزائد بحد ذاته ليس سببًا مباشرًا للنرجسية، إلا إذا تزامن مع مدح مفرط على صفات فطرية، وغياب الرقابة أو التوعية عند الخطأ.

وقالت: "يجب أن نُعلّم الطفل أن له قيمته لمجرد كونه موجودًا، وليس لأنه أفضل من الآخرين".

واختتمت حديثها بالتأكيد على أن "التربية القائمة على الاحترام غير المشروط، وتعزيز الرقابة الذاتية، والابتعاد عن المقارنات، يمكن أن تبني شخصية متوازنة، مستقلة، وواعية".