خاص| هل تتحول التصريحات الأوروبية إلى سياسات عقابية ضد الاحتلال؟
رغم تصاعد التصريحات الأوروبية المناهضة للعدوان الإسرائيلي على غزة، لا تزال الخطوات العملية غائبة عن المشهد. وبينما تزداد الدعوات لمعاقبة الاحتلال ووقف الجرائم بحق الفلسطينيين، يبقى السؤال: متى تنتقل أوروبا من الإدانة إلى الفعل؟
وفي حديث خاص لـ"رايــة"، قال أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة العربية الأمريكية د. أيمن يوسف: "هناك تطور كبير في نغمة الخطاب الأوروبي تجاه ما يجري في قطاع غزة من إبادة جماعية وتطهير عرقي وممارسات لا أخلاقية وغير إنسانية يمارسها جيش الاحتلال بحق المدنيين، من أطباء ومهندسين وصحفيين".
وأوضح د. يوسف أن مواقف أوروبا ليست موحدة، مشيرًا إلى وجود فجوة بين الخطاب الإعلامي والسياسات الرسمية، والتي غالبًا ما تكون بطيئة نظرًا لطبيعة الأنظمة الديمقراطية هناك التي تستند إلى الرأي العام والانتخابات.
وأضاف: "رغم التصعيد في اللهجة من دول مثل فرنسا وبريطانيا وإسبانيا، إلا أن التأثير الفعلي على الأرض محدود حتى الآن. كثير من الدول الأوروبية تراقب الموقف الأمريكي وتنتظر تحركًا منه قبل أن تتخذ خطوات حاسمة ضد إسرائيل".
وأكد أن أوروبا ما زالت تعتمد على الولايات المتحدة كشريك اقتصادي وعسكري وأمني، ما يجعل مواقفها السياسية مقيدة في كثير من الأحيان.
ولفت إلى أن هناك دولًا بدأت تقود تيارًا متقدمًا في دعم القضية الفلسطينية، مثل إسبانيا، وسلوفينيا، وإيرلندا، مطالبًا بمزيد من الجهود الفلسطينية والعربية للحفاظ على هذا الزخم ودفعه نحو خطوات عملية لمحاسبة الاحتلال.
متى تتحول التصريحات إلى قرارات؟
وفي إجابته على هذا السؤال، قال د. يوسف: "هذا هو السؤال الاستراتيجي. التحول من الموقف الإعلامي إلى السياسات يحتاج إلى وقت وتراكم في الأحداث. استمرار العدوان الإسرائيلي وتوسعه العسكري في غزة قد يدفع بعض الدول لاتخاذ خطوات فردية".
وأضاف أن مبادرات فردية من دول مثل مالطا والبرتغال، مرشحة للظهور قريبًا، لكن الاتحاد الأوروبي ككتلة واحدة لن يتبنى موقفًا جماعيًا في ظل الانقسام بين الدول الأعضاء البالغ عددهم 27.
ونوه: "إذا استمر الحراك الشعبي في العواصم الأوروبية، مثل لندن وباريس وبرلين وهلسنكي، فسيكون لذلك أثر كبير في تشكيل ضغوط على الحكومات. وجود جاليات عربية وإسلامية، وحركات تضامن، يشكّل عنصرًا مهمًا يجب البناء عليه".