الاحتلال يستفز أوروبا دبلوماسيًا.. فهل تتخذ الدول الأوروبية خطوات فعلية تجاه إسرائيل؟
مع تصاعد الجرائم الإسرائيلية ضد المدنيين في غزة، وانتهاك القوانين الدولية، لم يعد الغضب الأوروبي مقتصرًا على التصريحات الإعلامية، بل وصل إلى حدود الأزمة الدبلوماسية.
في هذا السياق، تناول الكاتب الصحفي نبهان خريشة في حديث خاص لـ"رايــة" أبعاد التطورات في العلاقة بين إسرائيل وأوروبا، متوقفًا عند حادثة إطلاق الاحتلال النار على وفد دبلوماسي أوروبي، وتصاعد الغضب الأوروبي الرسمي والشعبي، وما قد تؤول إليه الأمور على المستوى السياسي والاقتصادي.
وقال خريشة، إن ردود الفعل الأوروبية كانت شديدة الغضب إزاء إطلاق الاحتلال النار على وفد دبلوماسي. الاتحاد الأوروبي وصف الحادث بأنه "غير مقبول إطلاقًا"، وطالب بـ"تحقيق شامل وفوري"، معتبرًا الحادث "جزءًا من نمط مقلق في استهداف المدنيين والمنظمات الدولية في الأراضي الفلسطينية".
وأضاف خريشة أن هذا ليس الحادث الأول من نوعه، مشيرًا إلى حوادث مشابهة، مثل استشهاد الناشطة الأمريكية راشيل كوري عام 2003، واعتداء "أسطول الحرية" عام 2010، واستشهاد الصحفية شيرين أبو عاقلة عام 2022، رغم ارتدائها سترة الصحافة.
وأشار إلى أن الاحتلال طالما تعامل مع الوفود الحقوقية والدبلوماسية كخصوم سياسيين، ومنع دخول العديد من البرلمانيين الأوروبيين والناشطين، خاصة إن كانت لهم مواقف ناقدة للاحتلال. وأضاف: "إسرائيل تسعى لتقويض التوثيق الحقوقي ومحاصرة الأصوات الأوروبية الناقدة".
ورأى خريشة أن الحادث الأخير "سيزيد الضغط السياسي والشعبي داخل أوروبا لاتخاذ مواقف أكثر حزماً"، لكنه اعتبر أن تنفيذ قرارات حقيقية على مستوى الاتحاد الأوروبي يحتاج لتوافق جماعي "وهو أمر صعب بسبب الانقسامات داخل الاتحاد".
وحول التوتر في العلاقات الأوروبية-الإسرائيلية، قال خريشة: "نحن نشهد توترًا حقيقيًا منذ بدء عدوان أكتوبر 2023، حيث عبّرت عدة دول أوروبية عن استيائها من حجم الدمار والانتهاكات الإسرائيلية". وأضاف أن بعض الدول بدأت تربط استمرار التعاون مع إسرائيل بالتزامها بحقوق الإنسان، مستشهدًا بموقف هولندا المطالب بإعادة تقييم اتفاقية الشراكة مع إسرائيل.
وانتقد خريشة ضعف الموقف العربي، معتبرًا أنه لا يرقى إلى مستوى الموقف الأوروبي، وقال: "الموقف الأوروبي متقدم بعشرات المرات عن الموقف العربي، الذي لا يمكن وصفه سوى بالسلبي".
وحول مواقف إسرائيل من الانتقادات الأوروبية، قال خريشة إن "إسرائيل تتعامل معها بنوع من الرفض والمراوغة، وتعتبرها ازدواجية معايير".
وفي ختام حديثه، توقع نبهان خريشة استمرار التوترات، لكنه أشار إلى أن "التحولات الحقيقية في طبيعة العلاقة مع إسرائيل، قد تظهر على المدى المتوسط أو الطويل، إذا استمرت إسرائيل في الانتهاكات ورفض المطالب الأوروبية".