الفنان جواد إبراهيم: الفن مرآة الوجدان وسط قمع الاحتلال والتحديات

2025-06-19 11:10:45

استضافت شبكة رايـــة الإعلامية الفنان والنحّات الفلسطيني جواد إبراهيم، ابن بلدة يعبد الواقعة على أطراف مدينة جنين والمقيم حالياً في مدينة رام الله، والذي يحمل في مسيرته الفنية أكثر من أربعة عقود من العمل المتواصل بين النحت والرسم، حيث أقام خلال هذه المسيرة 16 معرضاً شخصياً، كان آخرها في مؤسسة عبد المحسن القطان تحت عنوان "سفرة بالريح".

وتحدث إبراهيم لبرنامج "ضيف الراية" عن معاناة الفلسطينيين اليومية في ظل الاحتلال، مؤكداً أن “التاريخ الفلسطيني لا يتوقف عند حدث بعينه”، وأشار إلى أن “الهم الفلسطيني ثقيل، وكل ذلك نتيجة الاحتلال الذي دمر الحياة الفلسطينية، وأوقف عجلة مستقبل الأجيال”.

واستعرض الفنان إبراهيم جزءاً من تجربته الشخصية في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، إذ تعرض للاعتقال عدة مرات، كان آخرها اعتقال إداري في العام 1989، كما مُنع من مغادرة الوطن طيلة 13 عاماً.

وفي رؤيته للفن، أوضح إبراهيم أن “الفن هو إبداع وأشكال تعبيرية قابلة للإدراك الحسي تستند إلى الطبيعة والإنسان”، مضيفاً أن “روح الفن تكمن في مخاطبة الوجدان البشري”. لكنه أشار في الوقت ذاته إلى أن الواقع الفلسطيني القائم تحت الاحتلال والإغلاق وعدم الانفتاح على ثقافات متنوعة، أضعف الهوية البصرية لدى المجتمع الفلسطيني، لا سيما في الأوساط القروية.

وأكد أن بناء هذه الثقافة يتطلب جهوداً مركبة تبدأ بالتواصل مع الأعمال الفنية العالمية، واستمرارية التجربة الفنية، إلى جانب تنمية الإحساس باللون والقدرة على استيعاب ما يدور في الساحة الفلسطينية من أحداث يومية متسارعة.

وشدد على أهمية أن يكون الفنان حراً في تجربته الإبداعية، دون أن تتعارض مع هويته الوطنية، معتبراً أن “الفن لا يقتصر على اللوحة أو المعرض، بل هو موجود في تفاصيل الحياة اليومية، في الطبيعة وفي البيوت وفي السلوك الإنساني ذاته”، مشيراً إلى أن “أي عمل فني ناضج وراقي لا يأتي من فراغ، بل يسبقه تراكم من التجارب الطويلة والمتنوعة”.

وفي ختام حديثه، أكد إبراهيم أن ما يعيشه الفلسطيني اليوم من قمع يومي في غزة والضفة الغربية والمخيمات هو جزء من سياسة الإبادة الجماعية التي يمارسها الاحتلال بحق هذا الشعب، معتبراً أن “دور الفن في هذا السياق لا يقتصر على التعبير، بل هو شهادة حيّة على معاناة الإنسان الفلسطيني، ومحاولة دائمة للحفاظ على الذاكرة والهوية”.