خاص| تصعيد غير مسبوق بين طهران وتل أبيب.. وترامب يلوّح بتغيير النظام الإيراني

2025-06-23 10:11:07

يتواصل التصعيد العسكري بين إيران ودولة الاحتلال الإسرائيلي، وسط إشارات خطيرة لتوسّع رقعة المواجهة، ودخول الولايات المتحدة رسميًا على خط النار، بعد قصفها منشآت نووية إيرانية.

وبحسب بيان لجيش الاحتلال، فإن سلاح الجو الإسرائيلي شنّ خلال ساعات الليل وفجر اليوم سلسلة غارات على مواقع بنى تحتية عسكرية غرب إيران، شملت منشآت لتخزين وإطلاق صواريخ، إضافة إلى مواقع رادار للإنذار المبكر.

في المقابل، ذكرت وسائل إعلام إيرانية أن الدفاعات الجوية أسقطت طائرة مسيّرة إسرائيلية من طراز "هرمز" غرب طهران.

وفي حديث خاص لــ"رايــة"، علّق مدير مركز مسارات لأبحاث السياسات، الأستاذ هاني المصري، على هذه التطورات، قائلاً إن تصريحات ترامب تكشف عن تناقض في الموقف الأمريكي. فبينما تؤكد الإدارة الأمريكية أنها لا تسعى لإسقاط النظام الإيراني، إلا أن تساؤلات ترامب توحي بعكس ذلك، مما يفتح الباب أمام جميع السيناريوهات.

وأضاف المصري: "إذا اعتقدت إيران أن الاستهداف اقتصر على البنية النووية، فقد تتجنب مهاجمة المصالح والقواعد الأمريكية، وتواصل ضرب إسرائيل فقط. لكن إن توصلت إلى أن رأس النظام والبرنامج النووي والصاروخي مستهدف بالكامل، فقد تلقي بكل أوراقها، وتلجأ إلى حرب مفتوحة، تشمل إغلاق مضيق هرمز."

ونوّه إلى أن التصريحات المتباينة – من الدعوة لوقف إطلاق النار إلى تنفيذ الضربات – تضع إيران في حالة تقييم دقيق للخطوة التالية، وأن هناك مبالغة أمريكية بشأن تأثير الضربة، مقابل تقليل من الجانب الإيراني.

وأشار المصري إلى أن إيران تصرّفت بشكل منطقي عبر نقل اليورانيوم المخصّب قبل الضربة، معتبرًا ذلك خطوة طبيعية في ظل التوقعات المتزايدة بتعرض منشآتها النووية لهجوم.

وفيما يتعلق باحتمال وجود "تفاهم ضمني" بين واشنطن وطهران حول الضربة، قال المصري إن هناك مصادر تشير إلى ذلك، ولكن هذا يبقى في خانة الاحتمالات، خاصة أن الأقمار الصناعية لا تستطيع رصد محتوى كل شاحنة تدخل أو تخرج من المواقع النووية بشكل دقيق.

واختتم المصري حديثه بالقول إن البيت الأبيض يحاول تبرير الضربة داخل الولايات المتحدة نفسها، حيث أن المعارضة للحروب الخارجية ليست مقتصرة على الديمقراطيين، بل تشمل تيارات في حزب ترامب نفسه، وخاصة من تيار "أمريكا أولاً".