5 آلاف نسمة بلا طريق أو دواء في راس كركر والجانيا.. وناشطة لراية: الوضع يزداد سوءًا
في ظل التصعيد الإسرائيلي وارتفاع التوتر الأمني في المنطقة، يعاني أهالي قريتي راس كركر والجانيا غرب رام الله من حصار خانق منذ بداية الأحداث الأخيرة، بعد إغلاق المدخل الوحيد لهما ببوابة حديدية، وسط صمت رسمي وتفاقم للأوضاع الإنسانية.
بيان أبو فخيدة، ناشطة شبابية من بلدة راس كركر، تحدثت عن تفاصيل المأساة اليومية التي يعيشها الأهالي، من غياب التموين والرعاية الصحية، إلى تعثر الطلاب والموظفين والنساء الحوامل في الوصول إلى أبسط مقومات الحياة.
قالت الناشطة الشبابية من بلدة راس كركر، بيان أبو فخيدة، في حديث خاص لـ"رايـــة": "الوضع من سيئ إلى أسوأ. منذ بداية التصعيد الإيراني الإسرائيلي، تم إغلاق المدخل الرئيسي للقريتين بشكل مفاجئ وكامل. لا أحد يدخل أو يخرج، والحياة اليومية أصبحت مستحيلة."
وأضافت: "راس كركر والجانيا قريتان متلاصقتان ويعتبران كبلدة واحدة، ويعتمد أكثر من 5000 نسمة على مدخل ومخرج وحيد. الطريق البديلة ترابية، وعرة، قريبة من مستوطنة، وخطرة جدًا، كما أن الكثير من السيارات لا يمكنها اجتيازها."
وأكدت أن البوابة الحديدية مغلقة على مدار الساعة، ولا تفتح في أي وقت، ما تسبب بأزمات خانقة شملت المرضى، الطلاب، الموظفين، والعائلات، مضيفة: "طلاب الثانوية العامة كان لهم استثناء، وبعض المراقبين من أهل البلد فقط تم السماح لهم بدخول المدارس المحلية، أما البقية فلا يستطيعون الخروج بتاتًا."
وفي ظل غياب أي مخرج آمن، قالت بيان إن المحاولات التي يبذلها سائقو المركبات العمومية للتنقل من خلال طرق فرعية باتت شبه مستحيلة، بعد أن تم إغلاق طريق وادي الدلب وطريق كفر نعمة الترابية.
وتابعت "كنا نأخذ طريقًا بديلة عبر بلعين وخربثا، تستغرق أكثر من ساعة ونصف بدلًا من 20 دقيقة، لكنها أُغلقت أيضًا. الآن لا طريق، لا مدرسة، لا مشفى، ولا حتى دكان."
وأضافت: "الأزمة بدأت بشكل مفاجئ، فلم يتمكن أحد من التجار أو الأهالي من الاستعداد. هناك نقص حاد في الطحين، المواد التموينية، الخضار، المحروقات، وحتى الأدوية."
ولفتت إلى أن خمس حالات ولادة على الأقل حصلت خلال الأسبوعين الأخيرين، وكان الوصول إلى المستشفى محفوفًا بالمخاطر، ما يعكس خطورة الوضع الإنساني.
"العيادة الموجودة صغيرة، ولا يوجد بها أدوية كافية، ولا إمكانية لتوفير خدمات لحالات مزمنة أو طارئة."
وطالبت بيان المؤسسات الرسمية والحقوقية بالتحرك العاجل: "نحن نناشد كل من يستطيع إيصال صوتنا. المطلوب رسائل رسمية يومية للارتباط، المؤسسات الحقوقية، الإعلام، حتى نمنع كارثة إنسانية متوقعة."