الحياة معطلة بشكل شبه تام
رئيس مجلس رأس كركر لراية: حصار شامل يشل الحياة وإجراءات استثنائية للتوجيهي
تواصل قرية رأس كركر شمال غرب رام الله معاناتها تحت حصار خانق فرضته قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ عشرة أيام، حيث تحولت القريتان إلى سجن مغلق يضم 4000 نسمة محرومين من أبسط الخدمات الأساسية.
في حديث خاص لـ "رايـــة"، شخّص رئيس مجلس قروي رأس كركر مروان نوفل الوضع الكارثي في القرية: "الحالة في غاية الصعوبة والسكان في حيرة من أمرهم. إغلاق منذ 10 أيام حتى هذه اللحظة، وصعوبة في التنقل، صعوبة في الحصول على البضائع، صعوبة في الذهاب إلى المستشفيات، صعوبة في دخول الأطباء إلى القرية، صعوبة في تطبيق امتحان الثانوية العامة."
وأضاف نوفل: "كل مناحي الحياة أصبحت معطلة في قريتي الجانية ورأس كركر المحاصرتين ببوابات حديدية فاق عددها أكثر من ثماني بوابات، عدا عن السواتر الترابية التي تغلق كافة المنافذ التي يمكن أن تساعد السكان للخروج منها. الحياة معطلة بشكل شبه تام وفي غاية الصعوبة."
وكشف نوفل عن تفاقم الأزمة الصحية في القرية: "بالأمس قمنا بإزالة النفايات من داخل القرية، أكوام كبيرة من النفايات والمكاره الصحية التي أصبحت تشكل عبئاً على السكان وعلى صحتهم."
وأوضح أن المشكلة أعمق من ذلك: "لا يوجد مكب نفايات، لا يوجد مكب للمياه العادمة، منعونا من كل شيء، محرومون من كل شيء في القريتين رأس كركر والجانية. النفايات تخرج إلى قرية دير بزيع، المياه العادمة يضغطون علينا في كل مكان، أينما نذهب يغلقون المنافذ أمامنا ولا نعرف كيف نتدبر أمرنا."
وتحدث نوفل عن التحديات الاستثنائية التي واجهت امتحانات الثانوية العامة: "اليوم لا يوجد امتحان، بالأمس صارت الأمور بشكل جيد ولكن بصعوبات شديدة في إيصال أسئلة الامتحان، في خروج الأجوبة، في دخول المراقبين. اضطرت وزارة التربية والتعليم لاتخاذ إجراء خاص بقريتي الجانية ورأس كركر بأن يكون المراقبون من داخل القرية، وهذا أمر في غاية الصعوبة، أمر حساس جداً، أمر غير مقبول وغير لائق ولكن هذا هو الموجود."
وأضاف: "لا يستطيع الطلاب الخروج إلى قاعات أخرى، القاعة جاهزة منذ سنوات في رأس كركر. أن تُغلق كافة المنافذ أمام السكان، هذا ضد كل الشرائع والقوانين الإنسانية والدولية."
وكشف نوفل عن انهيار تام للخدمات: "المدارس في أيامها الأخيرة أُغلقت تماماً، مُنع المعلمون من الوصول إلى أماكن عملهم، لم تُجرَ امتحانات للطلاب في الأيام الأخيرة وتم تقييمهم على علاماتهم السابقة."
أما الوضع الصحي فهو كارثي: "العيادة الصحية مغلقة منذ أسبوعين، لم يدخل رأس كركر طبيب واحد ولا حبة دواء واحدة."
ورغم تأكيد نوفل عدم ارتفاع الأسعار، إلا أنه أوضح وجود نقص حاد في المواد الأساسية: "الأسعار لم ترتفع رغم صعوبة وصول البضائع، والتجار ملتزمون بالأسعار السابقة. لكن هناك صعوبة في دخول البضائع، البائعون المتجولون مُنعوا كلياً من الدخول، الخضار شحيحة، يوجد محل بسيط في القرية لا يغطي الاحتياجات، ونقل الخضار عبر الحواجز يصل تالفاً."