اعتداءات المستوطنين ليست عشوائية.. باحث يكشف لراية خريطة تهجير البدو

2025-07-06 14:36:46

في ظل تصاعد اعتداءات المستوطنين على القرى والتجمعات البدوية، حذّر باحثون في شؤون الاستيطان من أن ما يجري في الضفة الغربية ليس عشوائيًا، بل يتم ضمن خطة إسرائيلية ممنهجة تهدف إلى تفريغ الأرض من الفلسطينيين، خصوصًا في مناطق الأغوار.

وقال الدكتور حسن بريجية، الباحث في شؤون الاستيطان والجدار، في حديث خاص لـ"رايــة"، إن ما يجري من تهجير في الضفة الغربية ليس أحداثًا عشوائية، بل "سياسة حكومية إسرائيلية ممنهجة"، تُستخدم فيها عصابات المستوطنين كأدوات، وتنفذ بدعم وتوجيه من الجيش الإسرائيلي والإدارة المدنية.

وأكد بريجية أن الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 1967 لم يتوقف يومًا عن مشروعه الأساسي في الضفة الغربية والمتمثل بالاستيطان، والذي يعني عمليًا تفريغ الأرض من سكانها الفلسطينيين وجلب مستوطنين من أنحاء العالم.

وأضاف أن ما حدث في تجمع عرب المليحات من تهجير، جاء نتيجة اعتداءات متواصلة وممنهجة من المستوطنين، تمت بحماية مباشرة من الجيش، مشيرًا إلى أن هذه السياسة نجحت جزئيًا في تهجير نحو 32 تجمعًا بدويًا خلال فترة زمنية قصيرة.

وأوضح بريجية أن البدو كانوا يشكّلون حماية طبيعية للأرض الفلسطينية، حيث وصفهم الرئيس الراحل ياسر عرفات ذات يوم بـ"قنّاصة الصحراء"، لافتًا إلى أن وجودهم الدائم ساهم في تثبيت الحياة الفلسطينية في المناطق المفتوحة، خصوصًا بالأغوار والبوادي.

وفيما يتعلق بخطط الاستيطان، قال بريجية إن اختيار مواقع الاعتداءات ليس عشوائيًا، بل يجري وفق تخطيط منظم ومدروس، مصدره الإدارة المدنية والجيش.

وأكد أن الاحتلال يسعى للسيطرة الكاملة على منطقة الأغوار، لما تمثله من أهمية استراتيجية بين فلسطين والأردن، مشيرًا إلى أن "جلّ المستوطنات التي صادقت عليها حكومة الاحتلال مؤخرًا تقع في الأغوار".

وتابع أن لكل مستوطنة جديدة وظيفة محددة، تنطلق منها الاعتداءات على التجمعات السكانية الفلسطينية المجاورة، وأن هذا النمط من الاستيطان يقوم على خلق حلقات متصلة للسيطرة والتمدد على الأرض.

وأشار بريجية إلى أن الاعتداءات لم تعد تقتصر على البدو، بل وصلت إلى عمق القرى والبلدات، كما جرى في كفر مالك، كيسان، المنيا، والمغير.

وقال إن هناك "نقلة نوعية في مستوى الهجمات"، حيث شهدت مناطق كاملة نصب بوابات عسكرية وسواتر ترابية، تمهيدًا لعزلها وتهجير من تبقى فيها.

وأوضح أن الاحتلال بدأ أولًا بإغلاق مداخل القرى، ثم انتقل إلى تهجير التجمعات السكانية المحاذية للبحر الميت، بدءًا من بريّة التعامرة، ومرورًا بالعبيدية، الرشايدة، السواحرة، وصولًا إلى عنّاسان ومراح علان.