الدفاع المدني لراية: 219 حريقًا بفعل اعتداءات المستوطنين.. وفرق متطوعين تتصدى في الميدان
في ظل تصاعد اعتداءات المستوطنين على القرى والمزارع الفلسطينية، تتكرر مشاهد الحرائق المفتعلة في مختلف مناطق الضفة الغربية، حيث تواجه طواقم الدفاع المدني تحديات كبيرة في الاستجابة الفورية، نتيجة إغلاق الطرق ومنع الوصول من قبل قوات الاحتلال. الدفاع المدني الفلسطيني يواصل جهوده عبر فرق الإطفاء الرسمية والتطوعية للحد من الخسائر وحماية أرواح وممتلكات المواطنين.
في حديث خاص لـ"رايــة"، أكد الرائد عبد الودود النجار من دائرة العلاقات العامة والإعلام في الدفاع المدني، أن الطواقم تتعامل بشكل شبه يومي مع حرائق تفتعلها مجموعات المستوطنين، خاصة مع دخول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة.
وأوضح أن هذه الاعتداءات تسببت بـ219 حريقًا في الأعشاب والأشجار منذ بداية العام وحتى اليوم، أغلبها استهدفت أشجار الزيتون، التي تُعد رمزًا للهوية الفلسطينية. كما أشار إلى أن قوات الاحتلال تعرقل وصول طواقم الإطفاء، ما أدى إلى منعهم من الوصول إلى 53 مهمة إنقاذ وإطفاء، بعضها استهدف ممتلكات خاصة كمنازل ومركبات.
وأضاف النجار أن "طواقم الدفاع المدني ليست بمنأى عن الاعتداءات الإسرائيلية، حيث يتم منعها من الوصول، أو تأخيرها عمداً، بهدف إلحاق أضرار أكبر في الأراضي والممتلكات".
وللحد من الخسائر، عمل الدفاع المدني على تأسيس عشرات فرق المتطوعين في القرى الأكثر عرضة للاعتداءات، لا سيما جنوب نابلس، وتم تزويدها بعربات إطفاء مجرورة تُجر عبر مركبات الدفع الرباعي، ومجهزة بكافة مستلزمات الإطفاء الأولية.
وتابع النجار: "في العديد من الحرائق، تمكّنت الفرق التطوعية من السيطرة على الحريق دون الحاجة لاستدعاء الدفاع المدني، كما حدث في دوما وبيتا وقريوت، بفضل التدريب المسبق والتعاون مع المجالس المحلية".
وأشار إلى أن الدفاع المدني يعمل حاليًا على توسيع شبكة المتطوعين لتشمل القرى التي لا تتوفر فيها هذه الفرق بعد، بالتعاون مع الهيئات المحلية والمؤسسات المجتمعية، مشيرًا إلى أن عدد المتطوعين تجاوز 3500 متطوع، وهم أكثر من عدد عناصر الدفاع المدني العاملين في محافظات الوطن.
وتطرّق الرائد النجار إلى التحديات الناتجة عن ارتفاع درجات الحرارة، محذرًا من خطورة إشعال الأعشاب الجافة التي تسببت في 65% من حرائق الأعشاب والمزارع، ومعظمها ناجم عن الإهمال.
وقال: "نشدد على عدم إشعال النار في الأعشاب لأي سبب، ونذكّر المواطنين بوجود مادة قانونية تُجرّم من يتسبب بإشعال حرائق، حتى ولو عن غير قصد، إذا نتج عنها أضرار للغير".
واختتم النجار حديثه بتوجيه سلسلة من النصائح للوقاية في ظل الأجواء الحارة، أبرزها عدم ترك الأطفال في المركبات، والابتعاد عن العمل تحت أشعة الشمس الحارقة دون اتخاذ التدابير المناسبة، والاتصال الفوري برقم الطوارئ 102 عند حدوث أي طارئ.