خاص | زيارة نتنياهو لواشنطن: هدنة مؤقتة بغزة ولا نوايا للسلام

2025-07-08 10:24:36

في زيارة تترقبها الأوساط السياسية والعسكرية، التقى رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بالرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في العاصمة واشنطن، في وقتٍ تشهد فيه غزة تصعيدًا عسكريًا مستمرًا للعدوان الإسرائيلي.

وبحسب المحلل السياسي د. صقر جبالي، أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية، فإن اللقاء لم يتمحور حول وقف دائم لإطلاق النار بقدر ما تناول الملف الإيراني وخطة هدنة مؤقتة تمتد لـ60 يومًا.

هدنة مؤقتة... لا نوايا للسلام بعد

وقال جبالي في حديث لشبكة رايـــة الإعلامية، إن الهدنة المقترحة هدفها "استرداد الأسرى الإسرائيليين" من غزة، وليس إنهاء الحرب: "ما بعد الـ60 يومًا، لا إشارات واضحة على نية استكمال المفاوضات أو تثبيت التهدئة".

واعتبر أن نتنياهو يفضل الجمع بين التحرك السياسي والمؤسسة العسكرية للحفاظ على دعمه الداخلي.

وأكد جبالي أن الملف الإيراني فرض نفسه بقوة خلال اللقاء، حيث تتحدث مصادر عن وجود تنسيق مباشر بين إدارة ترامب ونتنياهو بشأن استهداف طهران، ما يعكس تحوّلًا نحو تصعيد إقليمي أوسع.

وأضاف: ""تمامًا كما حدث مع لبنان، قد يشهد قطاع غزة هدنة مؤقتة تتبعها جولة تصعيد جديدة، بتفاهم أمريكي إسرائيلي."

خلاف مستمر حول المساعدات

ووفق جبالي، فإن من بين النقاط الخلافية البارزة في المفاوضات هي آلية توزيع المساعدات: "حماس تطالب بعودة إشراف الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، في حين يتمسك نتنياهو بإبقاء (مؤسسة غزة الإنسانية) الخاضعة له".

وأشار إلى رفض إسرائيل الانسحاب من محاور استراتيجية مثل التفاح، موراج، وفيلادلفيا، ورفض مطلق لمطالب المقاومة كما وردت في الورقة الأخيرة، وفقًا لتصريحات سموترتش وبن غفير.

وشدد جبالي على ان هناك دعم أمريكي واضح لحكومة الاحتلال في محاولة نزع سلاح المقاومة أو إجبار قياداتها على مغادرة القطاع، لافتا إلى استمرار الضغط على المدنيين في غزة كورقة مساومة للوصول إلى تنازلات استراتيجية.

ويرى د. صقر جبالي أن الزيارة جاءت في إطار "استهلاك داخلي" سياسي وإعلامي، تهدف إلى كسب مزيد من الوقت وتحسين صورة نتنياهو أمام جمهوره اليميني، أكثر من كونها محاولة جادة لإنهاء الحرب.

وقال: "لا حديث عن اليوم التالي في غزة... كل ما هناك هو سباق مع الزمن لإعادة الأسرى ثم العودة للقتال."