في زمن الإبادة: العلاقات الأسرية تفقد توازنها ودعوة لترميم ما تبقى
في ظل حرب الإبادة المستمرة على قطاع غزة، وما خلفته من آثار نفسية واقتصادية واجتماعية، تشهد العلاقات الزوجية تحولات عميقة، جعلت من “مساحات الأمان” بين الشريكين ساحة توتر وصراع مستمر.
وللحديث عن تأير حرب الإبادة على الحياة الأسرية، استضافت شبكة رايـــة الإعلامية، الأخصائية والمعالجة النفسية، والمحاضِرة في جامعة دار الكلمة الدكتورة ريم أبو حويج، مؤكدة أن العلاقة الزوجية، التي يُفترض بها أن تكون ملاذًا آمنًا في الأزمات، باتت تعاني من اختلال واضح بعد الأحداث الأخيرة في غزة.
وأوضحت أبو حويج أن الكثير من العلاقات التي كانت تتميز بالاستقرار النسبي، فقدت توازنها نتيجة مشاعر الخوف والفقدان، وتحولت إلى علاقات متوترة تفتقر للطمأنينة.
وأضافت أن الرجال تضرروا على أكثر من مستوى، ليس فقط اقتصادياً نتيجة فقدان مصادر دخلهم، بل أيضاً نفسياً وجسدياً، وهو ما انعكس بشكل مباشر على ديناميكيات العلاقة مع الزوجة.
كما أشارت أبو حويج إلى أن حالات الخذلان بين الشريكين أصبحت أكثر حضوراً في ظل غياب الأمان العام، ما أدى إلى تفاقم العنف الأسري.
وتحدثت عن “حلقة العنف” التي تبدأ من الضغوط النفسية والاقتصادية وتصل إلى صعوبة التنقل والوصول إلى أماكن العمل، خاصة بالنسبة للرجال، ما يزيد من حالة الاحتقان داخل المنزل.
وختمت أبو حويج حديثها بالتأكيد على ضرورة توفير دعم نفسي واجتماعي للأزواج، والاعتراف بأن العلاقات الأسرية اليوم بحاجة ماسة لإعادة ترميم، في ظل واقع لا يزال مفتوحًا على المزيد من التحديات.