خاص| صفقة غزة المؤقتة تتعثر عند نقطة واحدة.. هل تنجح الضغوط الأميركية والقطرية؟
وسط تسريبات متزايدة حول مخرجات زيارة رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو إلى واشنطن ولقائه مع الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، تؤكد مصادر سياسية أن التركيز الرئيسي للزيارة كان على ملف قطاع غزة وآليات إنهاء الحرب، وسط أنباء عن تقدم في بنود الصفقة المؤقتة، لكن بقاء نقطة خلافية واحدة تعرقل التوصل لاتفاق نهائي.
وفي حديث خاص لـ"رايــة"، أوضح الكاتب الصحفي والباحث السياسي د. أحمد فياض، أن الخلاف الأساسي يدور حول إعادة انتشار الجيش الإسرائيلي في غزة، حيث تصر تل أبيب على البقاء في مناطق محورية تمهيدًا لما يسمى "اليوم التالي" في القطاع، رغم ضغوط دولية ووساطة قطرية لمحاولة حلّ هذا الإشكال.
,أكد فياض أن المحور الأبرز في لقاء نتنياهو–ترامب كان مرتبطًا بقطاع غزة وآليات إنهاء الحرب، مشيرًا إلى أن التسريبات تؤكد تجاوز ثلاث من أربع نقاط خلافية، مع بقاء نقطة مركزية تتعلق بإعادة انتشار جيش الاحتلال.
وأوضح فياض أن هذه النقطة ترتبط بما يسمى اليوم التالي من الصفقة، أي ما بعد وقف إطلاق النار، وتتعلق برفض إسرائيل الانسحاب من منطقة المحور الممتد من "موراج" حتى "المواصي" غرب رفح، وهي مناطق أخليت من السكان وأقامت فيها قوات الاحتلال بنية عسكرية متكاملة.
وأشار إلى أن إسرائيل تعتبر هذه المناطق "نقطة ارتكاز" لأي مشروع تهجير داخلي محتمل داخل القطاع، مضيفًا: "الجيش الإسرائيلي بدأ فعليًا بإزالة البنية التحتية في هذه المناطق تمهيدًا لاستخدامها كمساحة لتجميع السكان المرحّلين من شمال ووسط القطاع".
وبيّن فياض أن أحد البنود الأخرى كان يخص آلية توزيع المساعدات، إذ كانت إسرائيل تصر على أن يتم ذلك عبر مؤسسة أميركية محددة داخل المناطق العسكرية التي تسيطر عليها، لكنها تراجعت جزئيًا وقبلت بإشراف مؤسسات أممية محايدة.
ورغم هذا التقدم، يرى فياض أن ملف إعادة الانتشار العسكري قد يعيق التوصل إلى اتفاق خلال الساعات أو الأيام المقبلة، وربما يُرجأ إلى الأسبوع القادم، مع تصاعد الضغط القطري على الإدارة الأميركية لدفع إسرائيل نحو مزيد من التنازلات.
وحول الاهتمام الأميركي المفاجئ، أشار فياض إلى أن واشنطن، وتحديدًا ترامب، تسعى لتخفيف التوتر في المنطقة، لأن استمرار الحرب في غزة يعرقل مشاريع التطبيع والاستقرار الإقليمي، إضافة إلى تعطيل حركة الملاحة في البحر الأحمر بفعل التصعيد مع الحوثيين.
وأوضح أن هناك توافقًا أميركيًا–إسرائيليًا واسعًا داخل النخب على ضرورة التوصل إلى وقف الحرب، لكن ما يعرقل ذلك هو تمسك المستوى السياسي الإسرائيلي، بقيادة الائتلاف المتطرف، بتحقيق "حسم عسكري كامل" ضد حركة حماس.