بلدية غزة لراية: اجتياح المدينة يعني انهيارًا تامًا في الخدمات الأساسية
تعيش مدينة غزة أوضاعًا إنسانية بالغة الصعوبة في ظل التوغلات الإسرائيلية المستمرة، وما خلّفته من دمار واسع في البنية التحتية والأحياء السكنية. ومع تكدس مئات الآلاف من المواطنين في مناطق ضيقة داخل المدينة، تواجه بلدية غزة عجزًا هائلًا في تقديم الحد الأدنى من الخدمات الأساسية.
قال المتحدث باسم بلدية غزة عاصم النبيل، في حديث خاص لـ"رايــة"، إن الظروف الحالية في المدينة "بائسة للغاية ومعقدة"، مشيرًا إلى أن المواطنين يتكدسون الآن في أقل من ربع مساحتها، بعد أن دُمّرت معظم الأحياء الشرقية والجنوبية، من بينها الشجاعية والتفاح والزيتون، إلى جانب مناطق واسعة شرق شارع صلاح الدين.
وأضاف أن هذه الأحياء "لا تكاد تجد فيها بيتًا صالحًا للسكن"، ما أدى إلى تكدس كبير جدًا في المناطق الغربية والوسطى من المدينة، بالتزامن مع عجز شديد لدى البلدية في تقديم حتى الحد الأدنى من الخدمات الأساسية.
وأوضح النبيل أن الاحتلال دمّر أكثر من 75% من آبار المياه، وأكثر من 120 مترًا طوليًا من شبكات المياه، وفق ما تم حصره قبل التوغلات الأخيرة، مؤكدًا أن الأرقام اليوم أكبر بكثير. وقال: "البلدية تعاني من استنزاف هائل في قدرتها على الاستمرار بتقديم خدمات المياه، وترحيل النفايات، ومعالجة شبكات الصرف الصحي، ونقلها بعيدًا عن المواطنين".
ولفت إلى أن هذه الخدمات جميعها مهددة بفعل توغلات الاحتلال داخل المدينة ومحيطها، في وقت يضطر عشرات الآلاف من المواطنين للإقامة في خيام النازحين أو على جوانب الطرق والشوارع.
وحول إمكانية استمرار تقديم الخدمات في ظل هذه الأوضاع والمستقبل القريب، شدد النبيل على أن ما يجري الآن "مجرد إجراءات إسعافية مؤقتة، غير مستدامة ولا تلبّي احتياجات المواطنين". وأضاف: "اجتياح المدينة بشكل كامل سيعني انهيارًا تامًا في الخدمات، وربما لن يكون المواطنون قادرين على الحصول حتى على أبسطها".
وأكد أن طواقم البلدية تواصل عملها رغم الظروف المستحيلة، مشيرًا إلى أن بعض الموظفين يعملون منذ بداية العدوان وحتى الآن دون أي إجازة. وقال: "هناك حالة إنهاك عامة، لكننا نحاول إيجاد بدائل مؤقتة للتخفيف عن المواطنين".
وطالب المتحدث باسم بلدية غزة المجتمع الدولي بضرورة التدخل الفوري لإدخال الاحتياجات اللازمة لدعم الخدمات، لكنه عبّر عن أسفه من أن "التدخلات حتى اللحظة محدودة وغير كافية".
