خاص| المرحلة الخامسة من الكارثة.. غزة تدخل أخطر تصنيفات المجاعة عالميًا

2025-07-21 10:23:34

كشفت الدكتورة هديل القزّاز، المتحدثة باسم منظمة "أوكسفام"، عن دخول قطاع غزة رسميًا في المرحلة الخامسة من تصنيف الأمن الغذائي، وهي المرحلة القصوى التي تعني إعلان المجاعة، ما يستدعي عادة إعلان حالة طوارئ دولية وتجندًا عالميًا للإغاثة.

لكنها أكدت أن المؤسسات الدولية ما زالت عاجزة عن اتخاذ موقف حاسم بسبب تعطيل إسرائيل لعملها، رغم توفر جميع المؤشرات الكارثية التي تستوجب إعلان المجاعة فورًا.

قالت الدكتورة هديل القزاز، المتحدثة باسم منظمة "أوكسفام"، في حديث خاص لـ"رايــة": "غزة الآن وصلت إلى المرحلة الخامسة من المجاعة وفق تصنيف الأمن الغذائي، وهي أقصى مراحل انعدام الأمن الغذائي، والتي من المفترض أن تُعلن عندها حالة مجاعة رسمية، وتتحرك على إثرها كل مؤسسات العالم لنجدة السكان".

وأضافت: "المرحلة الخامسة تعني ببساطة أنه لا يوجد غذاء، ولا ماء، ولا دواء، ولا نظام صحي، ولا بيئة آمنة أو نظيفة، ولا مياه مأمونة، ولا جمع نفايات، ولا قدرة على التنقل، ولا وجود لأدوات المساعدة. هناك عشرة مؤشرات أساسية، وغزة اليوم تفتقدها كلها تقريبًا".

وتابعت: "نحن نتحدث عن إغلاق محكم. القليل الذي يدخل إلى غزة يُوزع تحت فوهات البنادق عبر مؤسسة غزة الإنسانية، والتي تشهد يوميًا استشهاد ما لا يقل عن 40 إلى 50 شخصًا أثناء محاولتهم الحصول على مساعدات".

وأشارت إلى أن "المساعدات التي تصل شحيحة للغاية، وكثير منها يُنهب أو يُباع في السوق السوداء بأسعار خيالية. كيلو السكر وصل إلى 100 دولار، والدقيق إلى 200 شيكل. هذه الأسعار لا توجد حتى في أغلى مدن العالم".

واستطردت: "انتشار النفايات والحشرات أدى إلى تفشي الأوبئة. لا توجد مياه صالحة، ولا وقود لتحلية المياه، وحتى المواد اللازمة لتنقيتها غير متوفرة. الوضع يتدهور بسرعة غير مسبوقة. كنا نحذر منذ أكثر من 20 شهرًا، لكن ما نشهده الآن هو تسارع مرعب".

وأضافت القزاز: "إذا لم يتم التدخل الفوري ووقف الحرب وإدخال مساعدات شاملة تُوزّع عبر مؤسسات خبيرة، فإن عدد الضحايا سيرتفع بشكل حاد. نحن نسمع اليوم عن وفاة طفلين أو ثلاثة يوميًا بسبب الجوع، وقد نسمع خلال أسبوع عن عشرات، بل مئات".

وحول عدم إعلان الأمم المتحدة لحالة المجاعة في غزة حتى اللحظة، رغم توفّر كل المحددات، أوضحت القزاز: "جميع المؤسسات الدولية تقريبًا تعلن في بياناتها أننا على شفا مجاعة، أو أن هناك حالة تجويع شديد. لكن إعلان المجاعة رسميًا هو قرار أممي، منوط بالأمين العام للأمم المتحدة، وحتى الآن لم يُتخذ هذا القرار".

وأشارت إلى أن "ما يحدث فعليًا هو تعطيل كامل لمؤسسات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية من قِبل دولة الاحتلال، التي تمنع عملها على الأرض. هذه المؤسسات تعرف غزة جيدًا، وبعضها يعمل فيها منذ أكثر من 50 عامًا، وتمتلك نقاط توزيع وخبرات ميدانية".