خبير عسكري لراية: العملية العسكرية بغزة قد تتأجل لثلاثة أشهر
أكد الخبير العسكري والاستراتيجي د. نضال أبو زيد أن تصريحات رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بشأن تسريع خطة احتلال مدينة غزة تحمل أبعادًا سياسية أكثر منها عسكرية، موضحًا أن نتنياهو يسعى لاستثمار المعركة في تحقيق مكاسب انتخابية، في وقت يعاني فيه الجيش الإسرائيلي من إرهاق كبير وفجوات في الجاهزية القتالية.
وأوضح أبو زيد، في حديث خاص لشبكة رايـــة الإعلامية، أن المستوى العسكري يدرك حجم الخسائر وتعقيدات العملية أكثر من السياسيين، مشيرًا إلى أن الأعراف العسكرية تفرض فترة لا تقل عن ثلاثة أشهر لإعادة تأهيل الوحدات القتالية قبل الزج بها مجددًا في المعارك.
ولفت إلى أن فرقة المظليين 98، التي انسحبت مؤخرًا، تحتاج إلى هذه الفترة لاستعادة قدراتها.
وأشار أبو زيد إلى أن تمرين "الفجر" الذي أجراه جيش الاحتلال في نير عام كشف عن مشاكل كبيرة في القوى البشرية والانهاك، وهو ما يدفع القادة العسكريين لإعادة ترتيب الحسابات قبل أي عملية جديدة.
وأضاف أن تركيز الاحتلال على أحياء الشجاعية والتفاح والزيتون شمال شرق غزة يكشف عن احتمالية بدء أي هجوم من هذا المحور، لكنه حذر من أن الكثافة السكانية والعمرانية في غزة ستجعل العملية أكثر صعوبة وتعقيدًا من رفح التي فشل الجيش في السيطرة الكاملة عليها رغم امتداد المعارك هناك لأكثر من خمسة أشهر.
وفيما يتعلق بالمرحلة المقبلة، توقع أبو زيد أن يتجه التفكير العسكري نحو تطويق غزة وعزلها قبل تنفيذ عمليات توغل، لكنه أشار إلى أن هناك مؤشرات على حراك دبلوماسي قد يؤجل أو يغير مسار الأحداث، خاصة مع وصول وفد من حركة حماس إلى القاهرة لبحث جهود الوساطة.
وأكد أن نجاح المفاوضات يبقى رهينًا بمدى استعداد الاحتلال لتقديم تنازلات، في ظل إصرار نتنياهو على تحقيق "نصر كافٍ" بعد أن تراجع عن خطابه السابق بشأن "النصر المطلق".