الدفاع المدني بغزة لراية: 140 شهيدًا من طواقمنا.. ونقص المعدات يفاقم الكارثة الإنسانية
في ظل الحرب المستمرة على قطاع غزة، تواجه طواقم الدفاع المدني تحديات غير مسبوقة في الاستجابة لعشرات آلاف النداءات اليومية، وسط استهداف مباشر لعناصرها، ونقص حاد في المعدات والوقود، ما يفاقم من أعداد الضحايا ويعيق إنقاذ الأرواح.
قال العميد سمير الخطيب، مساعد مدير عام الدفاع المدني في قطاع غزة، في حديث خاص لـ"رايــة"، إن طواقم الدفاع المدني تواجه صعوبات شديدة جدًا في أداء مهامها الإنسانية الميدانية، في ظل الهجمات الإسرائيلية المستمرة وحالة النزوح الكبيرة داخل المحافظات.
وأوضح أن مناطق واسعة من شمال غزة تعيش نزوحًا واسعًا باتجاه وسط وغرب القطاع، فيما تتركز نداءات الاستغاثة بشكل متواصل.
وأكد الخطيب أن طواقم الدفاع المدني تعمل دون أي حماية شخصية، وهو ما يجعلها عرضة للاستهداف المباشر خلال تنفيذ مهامها، مشيرًا إلى أن الاحتلال يستهدف الكل الفلسطيني بلا استثناء، بما في ذلك فرق الإنقاذ.
وأضاف أن الخسائر في صفوف الدفاع المدني منذ بدء العدوان فادحة، إذ استشهد نحو 140 عنصرًا من الطواقم، وأصيب عدد أكبر من المتطوعين والعاملين، ما يعني أن ما يقارب سدس قوة الدفاع المدني تم تحييدها إما بالاستشهاد أو بالإصابات البالغة، الأمر الذي أدى إلى عجز كبير في القوة البشرية وعرقلة الاستجابة لآلاف نداءات الاستغاثة.
وأشار الخطيب إلى أن كثيرًا من الجرحى فقدوا فرص النجاة بسبب صعوبة وصول الطواقم إلى أماكن الاستهداف، أو تأخر التنسيقات أيامًا طويلة، ما يجعل إنقاذ المصابين شبه مستحيل. وأوضح: "للأسف، عدد كبير من المواطنين استشهدوا نتيجة عدم وصولنا إليهم في الوقت المناسب".
وعن المعدات والوقود، قال الخطيب إن الدفاع المدني يعاني من نقص حاد في الآليات والإمكانيات منذ ما قبل العدوان، حيث أنشئ الجهاز عام 1994 وكان مخصصًا لمهام بسيطة من إطفاء وإنقاذ، لكنه واجه خمس حروب منذ عام 2006. وأوضح أن الحروب المتتالية دمرت معظم المعدات من سيارات إطفاء وإنقاذ وإسعاف، وجرافات، وأجهزة هيدروليكية، ولم يتم تعويضها حتى الآن.
وأضاف: "اليوم نعمل بما تبقى لدينا من معدات محدودة جدًا، إضافة إلى ما توفر لدى وزارات مثل الأشغال والحكم المحلي أو لدى شركات ومقاولين، لكن معظمها دُمّر أيضًا. ما تبقى من جرافات يخضع لقيود صارمة في التحرك، فضلًا عن أزمة الوقود التي تعيق تشغيل مركبات