خاص| انهيار منظومة الصرف الصحي في غزة يهدد حياة أكثر من مليون مواطن
كارثة بيئية وصحية غير مسبوقة يعيشها سكان مدينة غزة، مع توقف شبه كامل لمنظومة الصرف الصحي، وتكدس النفايات، وانعدام المياه الصالحة للشرب. مئات آلاف المواطنين، بينهم أطفال يعيشون في خيام تلاصقها برك المياه الملوثة، وسط مخاطر جدية لانتشار الأوبئة والأمراض المعدية.
وأكد المهندس ماهر عاشور سالم في حديث خاص لـ"رايــة" أن مدينة غزة تعيش اليوم وضعًا كارثيًا، حيث أغرقت مياه الصرف الصحي المخيمات والشوارع، وتلاصقت برك المياه الملوثة مع خيام النازحين، ما يهدد حياة ما يزيد عن مليون مواطن.
وأوضح أن قطاع الصرف الصحي في مدينة غزة يعاني معاناة شديدة بعد تدمير أكثر من 175 ألف متر طولي من شبكات الصرف الصحي، وانسداد آلاف المناهل وتدميرها، إلى جانب تدمير ثماني محطات صرف صحي وإيقاف محطة المعالجة في الشيخ عجلين.
وأضاف: "كل ذلك أدى إلى توقف منظومة الصرف الصحي بشكل شبه كامل، مع استمرار بعض الخطوط التي أُعيد فتحها وتحويلها إلى أماكن تجميع مياه الأمطار".
وأشار عاشور إلى أن انسداد المناهل وتدمير الخطوط دفعا مياه الصرف الصحي للتدفق في الشوارع وبين خيام النازحين، ما يعرض حياتهم للخطر، خصوصًا في ظل غياب وسائل الحماية.
وفيما يتعلق بالإجراءات المتاحة، قال: "نحاول جاهدين وبالإمكانيات المحدودة، خاصة أن العدوان دمّر 138 آلية من أصل 178 تملكها بلدية غزة. نستعين بما تبقى من معدات وعمال لتنظيف المناهل وإزالة الأتربة والحجارة، وتحويل مسارات المياه إلى شبكات تصريف الأمطار، لكن هذا الحل ينقل الخطر إلى الخزان الجوفي الذي يتعرض للتلوث، فضلًا عن تلوث البحر بشكل كامل".
وتابع: "المخاطر الصحية تتصاعد مع انتشار أمراض خطيرة مثل الكوليرا والتهاب الكبد والأمراض الجلدية، إضافة إلى حالات النزيف الحاد الناتجة عن تلوث حياة الناس بشكل كامل، سواء من مياه الصرف أو رداءة مياه الشرب أو الغبار والأتربة المنتشرة في كل مكان".
وشدد عاشور على أن الإنسان في غزة يعيش "حياة معدمة بالكامل"، مضيفًا: "المواطن في غزة ينتظر الموت في كل لحظة".
وحول أولويات البلدية في ظل الانهيار، أوضح: "لدينا أربع أولويات: أولًا إيصال ما يمكن من المياه للمواطنين، ثانيًا محاولة إصلاح منظومة الصرف الصحي قدر المستطاع، ثالثًا إزالة النفايات المتكدسة والتي تتجاوز 350 ألف متر مكعب وتشكل بؤرًا للحشرات والجرذان، ورابعًا فتح الشوارع وإزالة الركام، لكن هذه الأخيرة لم نعد قادرين على تنفيذها حاليًا".