خاص| ما بين الوعود والواقع.. هل يتحول مقترح ترامب لفخ جديد لغزة؟

2025-09-08 10:22:54

في ظل تصاعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وما يرافقه من حراك سياسي ودبلوماسي، تحدّث الباحث السياسي المختص في الشأن الإسرائيلي، إليف صبّاغ، في حديث خاص لـ"رايــة"، عن السياقات المرتبطة بالمقترحات الأمريكية–الإسرائيلية الأخيرة، وما تحمله من مخاطر تتعلق بملف الأسرى، وقف الحرب، والتهديدات المبطنة بتهجير الفلسطينيين من القطاع.

قال الباحث السياسي إليف صبّاغ، إن تصريحات الرئيس الأمريكي بشأن موافقة إسرائيل على بعض المقترحات لا تعني اتفاقًا جديًا، بل هي في إطار تفاهمات سياسية أمريكية–إسرائيلية تهدف بالأساس إلى سحب أوراق القوة من يد المقاومة.

وأضاف: "تجربتنا تقول إن أمريكا لا يمكن ضمانها كوسيط، فهي تتنصل من أي اتفاق حتى لو كان مكتوبًا برعاية الأمم المتحدة، فكيف إذا كان مقترحًا أمريكيًا–إسرائيليًا ترعاه واشنطن ذاتها، وهي ليست وسيطًا بل شريكًا في العدوان على شعبنا الفلسطيني."

وأشار صبّاغ إلى أن جوهر الطرح الأمريكي يتلخص في تحرير الأسرى الإسرائيليين مقابل تحرير الأسرى الفلسطينيين، لكن هذا التحرير لا يحمل مضمونًا حقيقيًا؛ إذ إن الفلسطينيين المرحّلين إما يتم مطاردتهم وقتلهم داخل غزة، أو إخراجهم إلى الخارج حيث يُحاصرون في أماكن إقامتهم دون قدرة على الحركة أو التأثير الإعلامي والسياسي.

وحذّر من أن هذا السيناريو معروف مسبقًا، قائلاً: "من يضمن أنه بعد تحرير الأسرى سيستمر مسار المفاوضات؟ قد تقول إسرائيل إن العملية انتهت، أو تدّعي أمريكا أن حماس لا تريد الاستمرار، وبالتالي يتم إفشال العملية."

وأوضح صبّاغ أن ما يُسمى "اليوم التالي" الذي تتحدث عنه واشنطن وتل أبيب، مشروط بخمسة بنود إسرائيلية أبرزها: نزع سلاح المقاومة، طرد فصائلها من قطاع غزة، فرض سيطرة أمنية إسرائيلية كاملة، وتفجير الأنفاق. وأضاف: "عندها يصبح التهجير أمرًا ديناميكيًا طبيعيًا، والاستسلام نتيجة متوقعة."

وأكد أن الهدف الأمريكي–الإسرائيلي هو التوصل إلى أي صفقة تسحب أوراق القوة من يد المقاومة قبل انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، خشية صدور قرارات دولية مناوئة.

وفي هذا السياق دعا صبّاغ إلى سحب ملف الوساطة من يد الولايات المتحدة، ومنحه لمبعوث خاص للأمين العام للأمم المتحدة، معتبرًا أن استمرار واشنطن في لعب دور الوسيط خطير للغاية، لأنها طرف في العدوان وليست جهة محايدة.

وحول الموقف الفلسطيني، شدّد صبّاغ على أن المقاومة لا تزال تملك أوراقها، كما امتلكتها في الماضي، مشيرًا إلى أن هدفها الأساسي يبقى وقف الحرب وانسحاب قوات الاحتلال إلى ما وراء السياج. وقال: "إذا نجحت المقاومة في وقف هذه المحرقة، حتى ضمن ظروف قاسية، يكون الشعب الفلسطيني قد نجا من نكبة جديدة."

وختم صبّاغ بالتأكيد على أن استمرار المحرقة مرتبط بالدعم الأمريكي المطلق لإسرائيل وصمت النظام العربي، لافتًا إلى أن العدوان قد يمتد من قطاع غزة إلى الضفة الغربية، وأن الشرط الوحيد لوقف هذه الكارثة هو الانسحاب الإسرائيلي مع ضمانات دولية وعربية حقيقية.