ترامب يلوّح باتفاق قريب لغزة.. والرقب لراية: لا ضمانات لوقف الحرب
بينما يلوّح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بقرب التوصل إلى اتفاق ينهي الحرب على قطاع غزة، لا تزال التفاصيل غامضة، وسط غياب خطة رسمية واضحة تُعرض على حركة حماس أو الوسطاء. ورغم الحديث عن أفكار متبادلة بين واشنطن والدوحة والقاهرة، تبقى التساؤلات قائمة حول الضمانات الفعلية لإنهاء العدوان ومنع انهيار أي اتفاق محتمل.
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن اتفاقًا جديدًا قد يتم التوصل إليه قريبًا جدًا، لكن حتى الآن لم تُعرض خطة رسمية على حركة حماس أو الوسطاء، وإنما مجرد أفكار أولية بانتظار بلورة مقترح شامل.
وأشار إلى وجود تبادل أفكار مع كل من الدوحة والقاهرة، لكن دون تقديم أي صيغة رسمية حتى اللحظة. وتبقى الأنظار على الدور المصري، مع توقع أن تحمل القاهرة مقترحًا متكاملًا خلال الفترة المقبلة.
في حديث خاص لـ"رايــة"، أوضح الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية، أن تصريحات ترامب حول موافقة إسرائيل وحماس غير دقيقة، حيث لم يُسلم أي مقترح شامل للحركة حتى الآن، وما جرى هو مجرد نقاشات وأفكار بحاجة إلى بلورة واضحة، كما كان الحال في خطة ويتكوف التي وافقت عليها حماس في 18 أغسطس الماضي.
وأضاف أن تصريحات حماس الأخيرة أشارت إلى انفتاحها على الأفكار المطروحة، لكنها لم تتسلم أي خطة يمكن أن تقول بشأنها "نعم" أو "لا".
وتابع الرقب أن استبعاد الوسطاء مثل قطر ومصر من هذا المسار يثير التساؤلات، رغم أن اتصالات جرت مؤخرًا بين رئيس الوزراء القطري والمبعوث الأمريكي ستيفانوف، وكذلك بين وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي والمبعوث نفسه.
وحول البنود التي تحدثت عنها مصادر عبرية بشأن ما نقله المبعوث الأمريكي، أشار الرقب إلى أنها تضمنت إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، والإفراج عن مئات الأسرى الفلسطينيين، ووقف عملية "جدعون 2"، وفتح مسار تفاوضي جديد بإدارة ترامب شخصيًا.
وقال الرقب: "إن كانت هذه الخطوط صحيحة، فمن الممكن أن توافق حماس عليها، لكن يبقى السؤال: هل هناك ضمانات حقيقية لوقف الحرب؟"، لافتًا إلى أن أي انهيار للمفاوضات قد يُستغل ذريعة لاستئناف العدوان على غزة، خاصة في ظل تصريحات سابقة لترامب تحدث فيها عن "سحق حماس" بعد استعادة الأسرى.
وأوضح أن غياب الضمانات يجعل الأمر محفوفًا بالمخاطر، إذ يمكن أن تطلب إسرائيل في أي لحظة شروطًا إضافية مثل تفكيك حماس أو خروج قادتها من غزة، وهو ما قد يؤدي إلى انهيار المفاوضات.
وشدد الرقب على أن أي خطوة من هذا النوع تحتاج إلى جرأة سياسية ومغامرة محسوبة، محذرًا من تكرار سيناريوهات تاريخية جرى فيها خداع الأطراف المقاومة عبر وعود كاذبة انتهت بكوارث.
وختم بالقول: "الضمان الأساسي لأي اتفاق يجب أن يكون إنهاء الحرب بشكل كامل، لا مجرد هدنة مؤقتة تُستغل لفرض وقائع جديدة على الأرض".
