خبير مالي يكشف لراية أسرار قوة الشيكل رغم اتساع الحرب على غزة والضفة

خاص - راية

قال الخبير والمستشار المالي والمصرفي محمد سلامة إن استمرار قوة الشيكل الإسرائيلي أمام الدولار الأميركي، رغم اتساع العدوان الإسرائيلي على غزة والضفة الغربية، يعود إلى مجموعة معطيات اقتصادية ومالية تتجاوز البعد الجيوسياسي المباشر.

وأوضح سلامة، خلال حديثه في برنامج "نبض الاقتصاد" عبر إذاعة وتلفزيون "راية"، أن السبب الأول يتمثل في تزايد احتمالات خفض الفائدة على الدولار عالمياً، ما أضعف مكانته أمام معظم العملات، في حين يعزز الشيكل موقعه نتيجة ارتفاع احتياطي النقد الأجنبي لدى بنك إسرائيل إلى نحو 230 مليار دولار، أي ما يعادل أكثر من 42% من الناتج المحلي.

وأضاف أن ارتباط سعر صرف الدولار/شيكل بالمؤشرات العالمية، خصوصاً أسواق الأسهم الأميركية والأوروبية، يلعب دوراً محورياً، حيث يُجبر بنك إسرائيل صناديق الاستثمار والتقاعد على شراء الشيكل لأغراض التحوط عند ارتفاع قيم الأصول الخارجية.

وأشار سلامة إلى أن سعر الصرف يعكس في كل لحظة مزيجاً من المخاطر الجيوسياسية والاقتصادية، لافتاً إلى أن السوق غالباً ما يكون أسرع من الحكومات والبنوك المركزية في تقدير هذه المخاطر. وبيّن أن الدعم الأميركي والأوروبي للاقتصاد الإسرائيلي يتيح له امتصاص جزء من التداعيات السلبية الناجمة عن الحرب، ما يفسر استمرار قوة العملة.

وفيما يخص الذهب، أوضح سلامة أن ارتفاع سعر الأونصة عالمياً إلى 3643 دولاراً يعكس مزيجاً من المخاطر الجيوسياسية وخفض الفائدة، مشيراً إلى أن البنوك المركزية حول العالم عززت مشترياتها من الذهب باعتباره ملاذاً آمناً. أما الفضة، فبيّن أن صعودها الأخير مرتبط بارتفاع الطلب الصناعي، خاصة في الصناعات التكنولوجية والرقائق الإلكترونية، إضافة إلى استفادتها من قفزات الذهب.

وأكد سلامة أن الفترة المقبلة ستبقى رهينة قرارات الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بشأن الفائدة، وما تحمله التطورات الجيوسياسية من انعكاسات مباشرة على أسواق العملات والمعادن.