خاص| منصات صواريخ في الضفة.. حقيقة أم ذريعة لعدوان جديد؟
خاص - راية
اعتبر د. خليل أبوكرش، المختص بالشؤون الإسرائيلية، أن الحديث الإسرائيلي عن «منصات وصواريخ في الضفة الغربية» ليس رسالة إعلامية عابرة، بل جزء من محاولات أوسع لبناء سردية تبرِّر تشديد السيطرة الأمنية والإجراءات العسكرية في الضفة.
وقال أبوكرش في تصريح لإذاعة «راية» إن هذه الرواية تهدف إلى تصوير الضفة كتهديد استراتيجي لإسرائيل، ومن ثم إضفاء شرعية على «أي تدخل أمني أو عسكري واسع».
وأضاف أبوكرش أن هذه الحملة الإعلامية تأتي في سياق سيطرة أمنية إسرائيلية مستمرة على جغرافيا الضفة عبر الحواجز والاقتحامات والاعتقالات اليومية، إضافة إلى نشاط الميليشيات الاستيطانية وهجماتها المتكررة على المواطنين الفلسطينيين.
وأوضح أن المؤسسات الأمنية والاستخبارات الإسرائيلية «تسعى دائماً إلى تضخيم الوقائع لترسيخ سردية الخطر»، مؤكداً أنه «لا يميل إلى اعتبار هذه الحوادث فعلاً ميدانياً حقيقياً بقدر ما هي جزء من ترتيب إسرائيلي يهدف إلى تخفيف الضغوط الدولية والإعلامية وشرعنة مزيد من الإجراءات».
ورأى أبوكرش أن الهدف من ترويج مثل هذه الروايات هو تهيئة الرأي العام الإسرائيلي والعالمي لمبرر أمني للتدخل في الضفة، وقال: «إسرائيل تحتاج إلى رواية تقدمها لشعبها ثم للعالم تفيد بوجود خطر وشيك، ومن هذا الباب يأتي تدخلها الأمني والعسكري الكبير».
وأضاف أن ثمة احتمالاً بأن تكون بعض هذه التصريحات «مدبرة إسرائيلياً» أو «صُنعت» لتبدو كتهديد حقيقي، مشدداً على ضرورة الحذر وعدم الوقوع في «فخ الرواية الإسرائيلية».
وختم أبوكرش بتحذير من تكرار سيناريوهات سابقة قائلاً إن الاعتماد على هذه السرديات قد يمهد لمزيد من الإجراءات القمعية والسيطرة على الضفة خلال الأيام والأسابيع القادمة، محذِّراً من السماح بإدخال الصراع إلى «ملعب الأمن والعنف» الذي، بحسبه، تبرع فيه إسرائيل.
ويشهد المشهد في الضفة الغربية توتراً أمنياً مستمراً يشمل حواجز وعمليات اقتحام واعتقالات، في ظل تقارير إسرائيلية متكررة عن تهديدات أمنية. يرى محللون مثل د. أبوكرش أن البعض من هذه التقارير قد يُستخدم سياسياً لتبرير خطوات أمنية أوسع، بينما يحذر آخرون من إمكانية تصاعد التوتر وتحوله إلى عمليات عسكرية أوسع إذا ما استُخدمت هذه الروايات كذريعة.