خاص| هل يضحي ترامب بنتنياهو لإنهاء حرب غزة؟

2025-10-05 11:54:20

وسط تصاعد التطورات الميدانية والسياسية المرتبطة بالحرب الدائرة على قطاع غزة، تزداد التساؤلات حول مستقبل رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، وعلاقته المعقدة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي بات يُمسك بخيوط الملف الفلسطيني – الإسرائيلي بشكل مباشر، بحسب محللين.

وقال الكاتب والمحلل السياسي الدكتور سيد دياب في حديث خاص لراية إن “الهامش المتاح أمام نتنياهو للمناورة بدأ يضيق إلى حد كبير، وقد يصل إلى مستوى الصفر في قدرته على التلاعب كما كان في المرات السابقة”، مشيرًا إلى أن “القرار المتعلق بملف غزة لم يعد بيد تل أبيب، وإنما انتقل منذ فترة إلى واشنطن”.

وأوضح دياب أن “الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هو من يمسك بخيوط اللعبة وضابط الإيقاع لما يجري في الشرق الأوسط، الأمر الذي ينعكس مباشرة على مستقبل نتنياهو السياسي”.

وأضاف أن “الأزمة تحوّلت من كونها أزمة إقليمية أو دولية إلى أزمة داخلية في إسرائيل نفسها، وهو ما قد يفتح الباب أمام توترات وانقسامات كبيرة داخل المجتمع الإسرائيلي في الفترة المقبلة، خصوصًا إذا سارت المفاوضات نحو إنهاء الحرب”.

وأشار دياب إلى أن “خطاب نتنياهو الأخير أظهر أنه اضطر إلى التراجع خطوة إلى الوراء، محاولًا إعادة ترتيب أوراقه مع ائتلافه اليميني، استعدادًا لمرحلة تفاوضية حساسة ودقيقة”، لافتًا إلى أن “إسرائيل ستحاول فرض شروطها ومناوراتها خلال المفاوضات، بينما يسعى ترامب لإنهاء الحرب بشكل أو بآخر”.

وبيّن أن “الوسطاء العرب باتوا في وضع متقدم من التفاهمات مع ترامب، بخلاف المرات السابقة، ما يعزز الأمل بإمكانية أن تسير المباحثات هذه المرة نحو نتائج أكثر توازنًا، خاصة وأن المفاوضات الفعلية تجري بين ترامب والوسطاء العرب، وليس بين حماس وإسرائيل مباشرة”.

وفي رده على سؤال حول ما إذا كان نتنياهو قد يتحول إلى عقبة أمام المشروع الأمريكي الذي يقوده ترامب في المنطقة، قال دياب: “هناك قواسم مشتركة كثيرة بين الرجلين في الرؤية السياسية والاستراتيجية، لكن إذا وصل الأمر إلى حد تعارض المصالح الداخلية في الولايات المتحدة، فالكفة ستكون لصالح ترامب بلا شك”.

وأوضح أن “التحولات داخل الحزب الجمهوري، والمواقف الأمريكية التي بدأت تميل لمراجعة السياسات الإسرائيلية، إضافة إلى طموحات ترامب الشخصية بالحصول على جائزة نوبل، تجعل من الصعب أن يغامر بمستقبله من أجل نتنياهو”.

وختم بالقول إن “ترامب سيضع مستقبله الشخصي والحزبي فوق أي اعتبار، حتى لو كان ذلك على حساب نتنياهو، الذي يبدو أنه بدأ يفقد الدعم الأمريكي تدريجيًا”.