ترمب: حلفاؤنا سيرحبون باجتياح غزة.. رسالة عابرة أم إعلان مرحلة جديدة؟

2025-10-23 10:49:20

خاص - راية

قال أستاذ الدراسات الدولية والمحلل السياسي الدكتور أيمن يوسف، إنّ تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، حول ترحيب الحلفاء باجتياح غزة عسكريًا، تشير إلى توجه أمريكي واضح نحو تدويل العسكرة وليس تدويل الحل السياسي في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

وأوضح يوسف، في حديث لإذاعة "راية"، أن ما يُطرح حاليًا بشأن تشكيل قوة دولية في قطاع غزة تحت إشراف أمريكي وإسرائيلي لا يهدف لحماية المدنيين، بل إلى الضغط على الفلسطينيين ونزع سلاح المقاومة، مشيرًا إلى أن هذه القوة ستكون شكلية في حال تنفيذها، لأنها لن تعمل كقوة أممية حقيقية مثل “اليونيفيل”، بل كذراع تخدم المصالح الإسرائيلية في الميدان.

وأضاف أن الولايات المتحدة وإسرائيل متحفظتان على وجود قوات دولية فاعلة، إذ إنّ فكرة نشر قوة تحت إشراف أممي تتعارض مع أهدافهما في إحكام السيطرة على غزة والضفة الغربية، لافتًا إلى أن المشروع الأمريكي يسعى لتكريس السيطرة الإسرائيلية وتصفية القضية الفلسطينية تدريجياً.

ولفت يوسف إلى أن هناك تحفظات عربية واضحة، خاصة من مصر وقطر، على أي توجه لإدخال قوات أجنبية في غزة، فيما قد ترحب إسرائيل بقوات من دول مثل باكستان أو إندونيسيا تمهيدًا لعلاقات تطبيع جديدة معهما.

وأكد المحلل السياسي على أهمية وجود رؤية فلسطينية موحدة مدعومة بموقف عربي مشترك، خاصة من مصر والأردن وقطر، لمواجهة هذه التحركات التي وصفها بأنها “جزء من سياسة أمريكية لضمان تفوق إسرائيل وإضعاف أي مشروع وطني فلسطيني”.

وبيّن أن تصريحات ترمب تندرج ضمن محاولة أمريكية لإعادة رسم التحالفات الإقليمية، عبر خلق مبررات لتوسيع الحرب إقليميًا أو التدخل الأجنبي في غزة، مشيرًا إلى أن هذه الخطوات تمثل “مرحلة جديدة من إدارة الصراع لا حله”.

وأوضح يوسف أن واشنطن وتل أبيب تسعيان من خلال هذا التدويل إلى قتل أي أفق سياسي لإقامة دولة فلسطينية مستقلة، وتحويل الصراع إلى أزمات أمنية متنقلة تمتد إلى لبنان وسوريا وربما إيران، في ظل استمرار الضغوط الأمريكية لإعادة ترتيب المنطقة بما يخدم مصالحها الاستراتيجية.

وختم حديثه بالقول إنّ إدارة ترمب تحاول تغيير قواعد الاشتباك والتحالف في المنطقة، مستغلة تراجع النفوذ الأمريكي في الشرق الأوسط، سعيًا لإعادة تموضع إسرائيل في المنطقة وتخفيف عزلتها الدولية، مؤكدًا أن “إسرائيل اليوم أصبحت عبئًا استراتيجيًا حتى على واشنطن، لكن الأخيرة لا تزال تحاول إنقاذها من مأزقها العالمي والإقليمي”..