الأونروا لراية: إسرائيل فشلت في إثبات مزاعم اختراقنا وسنواصل عملنا
أكد عدنان أبو حسنة، المستشار الإعلامي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، أن جميع لجان التحقيق الدولية برأت الأونروا من المزاعم الإسرائيلية التي تدّعي وجود اختراق من قبل تنظيمات فلسطينية داخل الوكالة، مشيراً إلى أن إسرائيل لم تقدّم أي دليل قانوني يثبت تلك الادعاءات.
وقال أبو حسنة في حديث خاص لشبكة رايـــة الإعلامية إن محكمة العدل الدولية، إلى جانب لجنة التحقيق برئاسة وزيرة الخارجية الفرنسية السابقة كاترين كولونا ومكتب الرقابة الداخلية التابع للأمم المتحدة، أكدت جميعها أن الأونروا تعمل بمهنية وشفافية، ولا علاقة لها بأي تنظيم سياسي.
وأضاف: “هذه مزاعم لا أساس لها، الهدف منها سياسي بحت لإضعاف الأونروا، لأنها آخر مؤسسة متماسكة في غزة ولأنها تحمل شهادة حية على جرائم الاحتلال.”
الأونروا.. شريان الحياة في قطاع غزة
وأوضح أبو حسنة أن الوكالة تعدّ الجهة الإنسانية الأكبر والأكثر حضوراً على الأرض في قطاع غزة، حيث يعمل لديها 12 ألف موظف في مجالات الصحة والتعليم والإغاثة والدعم النفسي.
وأشار إلى أن العام الدراسي انطلق في غزة قبل عشرة أيام بمشاركة نحو 300 ألف طالب، معظمهم في نظام التعليم عن بعد، بينما يتلقى 20 ألف طالب تعليمهم بشكل وجاهي. كما افتتحت الأونروا خلال الأيام الماضية ثلاث عيادات جديدة في مدينة غزة، وتستقبل عياداتها نحو 16 ألف مريض يومياً.
وتابع: “منذ السابع من أكتوبر وحتى الآن، تجاوز عدد الزيارات الطبية لعيادات الأونروا عشرة ملايين زيارة، وهذا الرقم يعكس حجم الحاجة والدور الحيوي الذي نقوم به.”
محاولات سياسية لإضعاف الوكالة
وفي ما يتعلق بقطع التمويل الأميركي والإسرائيلي، أوضح أبو حسنة أن هذه ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها الأونروا لضغوط سياسية، مشيراً إلى أن الإدارة الأميركية السابقة قطعت التمويل عام 2018، بينما أعادته الإدارة الديمقراطية لاحقاً، قبل أن يتم تعليقه مجدداً خلال حرب الإبادة على غزة.
وأكد أن الوكالة تستمد شرعيتها من التفويض الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة، والذي يُتوقع أن يُجدد في ديسمبر المقبل لمدة ثلاث سنوات.
وقال أبو حسنة في حديث لـ "رايـــة": “الأونروا ليست جمعية خيرية يمكن حلّها بقرار سياسي، بل مؤسسة أممية تعمل بتفويض دولي، ولا يمكن لأي طرف أن يمنعها إلا بالقوة الجبرية، وهذا أمر مستبعد حالياً.”
غياب الأونروا يعني كارثة إنسانية
وحذر أبو حسنة من أن أي محاولة لإلغاء أو تعطيل الأونروا ستكون بمثابة حكم بالإعدام على سكان قطاع غزة، قائلاً: “الأونروا هي شريان الحياة الوحيد في غزة. قطع هذا الشريان يعني كارثة على كل المستويات الإنسانية والصحية والتعليمية.”
وأشار إلى أن الاتصالات مع الأمم المتحدة والجهات الدولية مستمرة لتنسيق إدخال المساعدات الإنسانية عبر خلية أزمة خاصة تابعة للأمم المتحدة، خاصة بعد توقف إدخال المساعدات منذ شهر مارس الماضي.
وختم بالقول: “رغم كل التحديات، سنواصل تقديم خدماتنا للاجئين الفلسطينيين، لأن غياب الأونروا يعني غياب الأمل والحياة في غزة.”