خاص | الاحتلال يستعد لـ"حرب دعاية" قبل دخول الصحافة الأجنبية لغزة
أكد مدير منتدى الإعلاميين الفلسطينيين في غزة محمد ياسين أن الاحتلال الإسرائيلي يخشى الحقيقة والصورة الحرة، ولذلك يواصل منذ عامين منع دخول الصحفيين الأجانب إلى قطاع غزة، في محاولةٍ لـ«طمس معالم الجريمة وإخفاء الأدلة على حرب الإبادة» التي ارتكبها بحق الشعب الفلسطيني.
وقال ياسين في حديث لشبكة رايـــة الإعلامية إن إسرائيل دولة قائمة على الوهم والأكاذيب، وتخشى أن يشاهد العالم الواقع الحقيقي في غزة إذا ما سمح للصحافة الدولية بالدخول بحرية.
“الاحتلال يخاف الحقيقة، لأنه يعرف أن الصورة التي سيلتقطها الصحفي الأجنبي ستكون الدليل القاطع على جرائمه، وهي التي ستنسف روايته الزائفة التي بناها على مدار عامين.”
حرب إبادة إعلامية إلى جانب العسكرية
وأوضح ياسين أن الاحتلال لم يكتفِ بقتل المدنيين وهدم البيوت والمستشفيات، بل شن أيضاً حرب إبادة إعلامية من خلال استهداف الصحفيين والمؤسسات الإعلامية في غزة، وتدمير البنية التحتية للإعلام، ومنع البث الفضائي والإذاعي، وحتى قطع الكهرباء والوقود لتعطيل أي نشاط صحفي.
وأضاف أن عشرات الصحفيين الفلسطينيين قُتلوا أو اعتُقلوا خلال عامي الحرب، وأن معظم الإذاعات المحلية توقفت عن البث نتيجة الاستهداف المباشر، مشيراً إلى أن الاحتلال يحاول السيطرة على الرواية الإعلامية بالكامل، ولا يسمح إلا بزيارات محدودة وموجّهة للصحافة الأجنبية تحت إشرافه المباشر.
غزة… آلاف القصص المدفونة تحت الركام
وأكد ياسين أن قطاع غزة بحاجة إلى عمل إعلامي ضخم يمتد لسنوات، لأن ما خلفه العدوان من دمار ومآسٍ يتجاوز قدرة أي مؤسسة إعلامية محلية على التوثيق الكامل.
وأشار إلى وجود عشرات الآلاف من المفقودين، كثير منهم ما زالوا تحت الأنقاض منذ عامين، فيما تعجز طواقم الدفاع المدني عن الوصول إليهم بسبب غياب المعدات الثقيلة واستمرار الاحتلال في السيطرة على بعض المناطق.
“نحن أمام مشهد إنساني غير مسبوق. آلاف الشهداء دُفنوا في الطرقات وساحات المستشفيات. دخول الصحفيين الأجانب اليوم يعني أن العالم سيشاهد أدلة لا يمكن إنكارها على جرائم الإبادة.”
وختم ياسين حديثه بالتأكيد على أن الصورة التي تخرج بعدسة الصحفي الأجنبي ستُضعف قدرة الاحتلال على التشكيك في الرواية الفلسطينية، وستمنح المأساة في غزة صدىً أوسع في الإعلام الدولي.
