التهاب الجيوب الأنفية.. متى يحتاج إلى علاج طبي ومتى تكفي الرعاية المنزلية؟
حذّر د. سمير شماسنة، طبيب الأسرة، من خطورة إهمال علاج التهاب الجيوب الأنفية، موضحًا أن أي التهابات في هذه التجاويف الهوائية المجاورة للأنف قد تتطور إلى مضاعفات صحية خطيرة في حال عدم التشخيص والعلاج المبكر.
وأوضح شماسنة، في حديثه لإذاعة "راية" أن التهاب الجيوب الأنفية ينقسم إلى ثلاثة أنواع: الالتهاب الحاد الذي يستمر أقل من أربعة أسابيع، وشبه الحاد الذي يمتد من أربعة إلى 12 أسبوعًا، والمزمن الذي يتجاوز 12 أسبوعًا ويُعدّ الأكثر شيوعًا بين المرضى.
وبيّن أن الالتهاب المزمن عادةً ما ينتج عن عدوى متكررة أو وجود زوائد لحمية أو تورم في بطانة الأنف الداخلية، مضيفًا أن الأعراض تشمل الصداع، انسداد الأنف، ألم الوجه، وصعوبة التنفس.
وأكد د. شماسنة أن إهمال العلاج أو استخدام أدوية غير مناسبة قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، منها انتقال الالتهاب إلى أغشية الدماغ مسبّبًا التهاب السحايا، أو إلى العظام والجلد والعينين، مما قد يسبب ضعفًا أو فقدانًا للبصر في بعض الحالات النادرة.
وأشار إلى أن بعض الحالات يمكن علاجها منزليًا في المراحل الأولى من خلال استنشاق البخار الدافئ، واستخدام الكمادات الساخنة، وغسل الأنف بالمحلول الملحي، وشرب كميات كافية من السوائل، بينما الحالات التي تظهر فيها أعراض مثل ارتفاع الحرارة، أو تورم العينين والوجه، أو صداع شديد وتشوش ذهني تستوجب مراجعة الطبيب فورًا.
وأضاف شماسنة أن العلاج يعتمد على شدة الحالة، موضحًا أن الطبيب قد يصف بخاخات الأنف، أو مضادات الالتهاب، أو المضادات الحيوية عند وجود عدوى بكتيرية، بينما الحالات المزمنة التي لا تستجيب للعلاج الدوائي قد تحتاج إلى تدخل جراحي لفتح الجيوب وتنظيفها.
وختم د. شماسنة بالتأكيد على أهمية الوقاية من خلال غسل اليدين بانتظام، وتجنب التدخين السلبي، والابتعاد عن مسببات الحساسية، واستخدام أجهزة ترطيب الهواء في البيئات الجافة، مشددًا على أن الحفاظ على نمط حياة صحي هو الخطوة الأهم للوقاية من التهابات الجيوب الأنفية.