خاص| خطة أميركية تعيد رسم الشرق الأوسط.. ما الذي دفع روسيا لتقديم مشروع قرار حول غزة؟

2025-11-16 12:14:28

في ظل دخول الصراع على غزة مرحلة جديدة تتقاطع فيها مشاريع النفوذ الدولية، تقدّمت روسيا بمشروع قرار إلى مجلس الأمن يتعلق بوقف الحرب ومستقبل القطاع، في خطوة تعكس تصاعد التنافس الأميركي–الروسي على شكل الترتيبات المقبلة.

 يشرح خليل شاهين، مدير الأبحاث في مركز مسارات، خلفيات هذا التحرك الروسي، والمخاوف من فرض وصاية أميركية على غزة والسلطة الفلسطينية، إضافة إلى التحولات في الموقف الرسمي الفلسطيني.

 وقال شاهين في حديث خاص لـ"رايـة"، ردًا على سؤال حول كيفية فهم “التدخل الروسي” في مسألة لم تكن موسكو طرفًا فيها، إنها “خطوة تعكس اعتراضًا على مشروع القرار الأميركي المتعلق بمستقبل قطاع غزة، والذي يشكل جزءًا من استراتيجية أميركية أوسع للشرق الأوسط”.

وأوضح أن الولايات المتحدة “تسعى لفرض رؤيتها للسلام عبر ترسيخ الهيمنة الأميركية على المنطقة”، بالتوازي مع دور إسرائيلي معلن يتحدث عن “إعادة تشكيل خارطة الشرق الأوسط”، مستشهدًا باعتداءات إسرائيل من غزة إلى سوريا ولبنان.

وبيّن شاهين أن روسيا والصين “مهتمتان جدًا” بما يحدث، لأن المشروع الأميركي “يقيد النفوذ الروسي والصيني”، خاصة إذا أخذنا بالحسبان أن التحرك الأميركي لا يقتصر على غزة، بل يمتد إلى مستقبل الضفة الغربية، وما يجري في سوريا ولبنان. وأضاف أن الصين ترى في هذا الحراك محاولة لقطع الطريق على مبادرة “الحزام والطريق”.

وأشار أيضًا إلى أن الولايات المتحدة وإسرائيل تعملان على إنشاء “الطريق الهندي” الذي يربط الهند بالخليج ثم حيفا، مع حديث إسرائيلي عن إنشاء موانئ في غزة وربطها بعسقلان وأسدود. واعتبر أن هذه الرؤية الشاملة هي ما يدفع روسيا إلى التحرك، إلى جانب عوامل أخرى مرتبطة بالحرب في أوكرانيا.

وأوضح شاهين أن السؤال الجوهري هو مدى قدرة أو رغبة روسيا في أن يشكل مشروع قرارها “اعتراضًا فعليًا” على مشروع القرار الأميركي، لأن الأخير “يفرض وصاية على قطاع غزة وعلى السلطة الفلسطينية”.

وعن الموقف الفلسطيني، قال شاهين إن “السلطة الفلسطينية سلّمت عمليًا بفكرة الوصاية على السلطة لا على الجغرافيا”، مضيفًا أن قبولها بالاشتراطات الأميركية والأوروبية، وخاصة الفرنسية، يعني تسليمًا بالإشراف الخارجي على إصلاحات داخلية.

وتساءل: “كيف يمكن لدولة تريد سيادة أن تعطي نسخة من مسودة دستورها للجنة فرنسية–فلسطينية لتضع لها دستورًا؟”. وأضاف أن تغيير المنهاج الفلسطيني جزء من هذه الوصاية.