خاص| تقسيم غزة.. مخطط أميركي–إسرائيلي لفرض واقع جديد في القطاع
بعد تقرير نشرته صحيفة الغارديان البريطانية حول تقسيم قطاع غزة إلى منطقتين "حمراء وخضراء"، تتكشف ملامح خطة أميركية–إسرائيلية تستند إلى السيطرة العسكرية وفرض واقع هندسي–سياسي جديد على القطاع بعد الحرب.
وتحدّث مدير مركز الدراسات السياسية والتنموية في غزة رامي خريّس في حديث خاص لـ"رايــة" حول تقرير الغارديان المتعلق بتقسيم قطاع غزة إلى منطقتين حمراء وخضراء، موضحًا أن هذا الواقع تشكّل بعد احتلال الجيش الإسرائيلي مناطق واسعة من القطاع خلال الحرب، واستمراره في السيطرة عليها بعد اتفاق وقف إطلاق النار أو ما يُعرف بـ"خطة ترامب".
وقال خريّس إن ما يسمى "الخط الأصفر" بات يفصل المناطق التي تتمركز فيها القوات الإسرائيلية، وتشكل نحو 40% من مساحة القطاع، حيث تُعدّ مدينتا بيت حانون ورفح محتلتين بالكامل، إلى جانب المنطقة الشرقية من خانيونس، وأجزاء من مدينة غزة وشمال القطاع.
وأشار إلى أن الاقتراب من هذا الخط ممنوع ويُعرض الفلسطينيين لإطلاق النار.
وأوضح أن هذه المنطقة باتت خاضعة بالكامل لسيطرة الجيش الإسرائيلي، مع وضع حواجز مطلية باللون الأصفر، بينما يتحدث الأميركيون عن أن مشاريع الإعمار ستبدأ من المناطق التي لا تخضع للسيطرة الفلسطينية، أي المناطق الخضراء الخاضعة للوجود الإسرائيلي وقوات دولية محتملة. وأضاف أن هذا يعني أن المناطق الباقية تحت السيطرة الفلسطينية ستظل مدمّرة ومهمّشة.
وتابع: “نرى كيف يغرق المواطنون والنازحون في أوضاع صعبة جدًا، بينما يجري التخطيط لخلق منطقة معمّرة، فيها مساكن وحياة، في الجزء الخاضع للسيطرة الإسرائيلية. الهدف الواضح هو القول للفلسطينيين إن المقاومة جلبت الخراب لكم، وإن المناطق التي تُدار من قبل الاحتلال تنعم بالرخاء والإعمار”.
وبيّن خريّس أن هذا جزء من محاولة ضرب خيار المقاومة كفكرة، وليس فقط فصيلًا بعينه، عبر الإيحاء بأن نضال الشعب الفلسطيني من أجل التحرر يجلب الدمار فقط.