خاص | تقارب أمريكي مع حماس.. هل يربك حسابات إسرائيل في المرحلة المقبلة؟

2025-11-17 10:27:50

في وقت تتصاعد فيه الخلافات بين واشنطن وتل أبيب حول ملامح المرحلة المقبلة في قطاع غزة، يزداد القلق داخل إسرائيل من مؤشرات “تقارب” بين الإدارة الأمريكية وقيادة حركة حماس، خصوصًا مع التعديلات التي أدخلتها واشنطن على خطتها بشأن غزة وتأجيل بند نزع السلاح.

وقال الباحث السياسي د. عماد عمر في حديث خاص لـ"رايـة"، تعليقًا على القلق الإسرائيلي من “تقارب” بين الإدارة الأمريكية وحركة حماس، إن إسرائيل “منذ اللحظة الأولى ترفض توقيع الاتفاق، وترفض وجود خطة مُلزِمة لها وللأطراف كافة للتوصل إلى اتفاق يؤدي لوقف الحرب”.

وأضاف أن بنيامين نتنياهو واليمين المتطرف لديهم مصالح خاصة تمنعهم من قبول أي ترتيبات توقف الحرب، خصوصًا أن نتنياهو “لم يتمكن خلال عامين من تنفيذ الأهداف التي أعلنها منذ السابع من أكتوبر، وعلى رأسها القضاء على حركة حماس، نزع سلاحها، إخراج قياداتها إلى الخارج، وإعادة الأسرى الإسرائيليين”.

وأوضح أن الجمهور الإسرائيلي بدأ يدرك أن نتنياهو يقف بوجه أي اتفاق قد يؤدي إلى الإفراج عن الأسرى، مشيرًا إلى أن “الإنجاز في ملف الأسرى—أحياءً أو أمواتاً—يُنسب اليوم إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وهو ما يتعارض مع مصالح نتنياهو”.

وتابع د. عمر أن الإدارة الأمريكية تسعى إلى وقف الحرب والبدء بالمرحلة الثانية من خطتها، وهي مرحلة تتضمن “استحقاقات إسرائيلية أهمها الانسحاب والعودة إلى غلاف غزة”، وهو ما “يتناقض مع أهداف نتنياهو”.

وأشار إلى أن إسرائيل تتجه نحو انتخابات مبكرة، وأن فشل نتنياهو في منع “الوصاية الأمريكية” وازدياد “التسونامي الدولي المؤيد للقضية الفلسطينية” كلّها عوامل تُضعف موقفه السياسي.

وأكد الباحث السياسي أن الحديث الأمريكي عن تأجيل بند نزع السلاح من المرحلة الثانية إلى مراحل لاحقة “يعكس تقاربًا واضحًا بين واشنطن وقيادة حماس السياسية في الخارج”، وأن الإدارة الأمريكية “ماضية في تنفيذ خطتها، وتسعى لسحب الذرائع من أمام نتنياهو واليمين المتطرف”.

وحول التصويت المرتقب اليوم في مجلس الأمن على مشروع القرار الأمريكي الخاص بمستقبل غزة، قال د. عمر:
إن هناك “خلافًا واضحًا بين الحكومة الإسرائيلية—وخاصة اليمين—وبين الإدارة الأمريكية”، وأن واشنطن “استجابت لبعض التحفظات التي طرحها الوسطاء العرب والفاعلون الدوليون”، وأدخلت تعديلات على مشروع القرار.

وتوقع أن يتم تمرير المشروع في مجلس الأمن بدعم من عدة دول، مرجحًا التوصل إلى “تفاهمات أو تسويات” مع روسيا للحد من اعتراضها. وأضاف أن إسرائيل “ستقف بوجه الولايات المتحدة في تنفيذ هذا المشروع”، لكنها في الواقع “لا تستطيع مجابهة واشنطن”، وقد تلجأ إلى محاولة “تحقيق تعديلات أو مكاسب في تفاصيل التنفيذ”.